جدّدت السلطات المغربية تحذيراتها من استمرار استفزازات ومناورات "البوليساريو" في المنطقة العازلة، لاسيما بالكركرات، والتي من شأن تداعياتها المساس بالسلم والأمن في المنطقة، وعرقلة مسلسل المفاوضات بخصوص موضوع النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ولا شك أن هذه المناورات تهدف وفق متتبعين، إلى بعث رسائل للشأن الداخلي داخل جبهة البوليساريو وللجانب المغربي ثم المنتظم الدولي، وإن كان ميزان القوى غير متوازن بين المغرب والكيان الوهمي، علما بأن الجيش المغربي رفع درجات اليقظة والاستنفار إلى أقصى حد على الحدود مع موريتانيا. في هذا الإطار يرى محمد شقير المحلل السياسي في حديث ل"الأيام24"، أن مناورات البوليساريو أضحت متكررة، وهي تستمر كلما كان هناك عرض للنزاع أمام المنتظم الدولي، حيث أنه يتزامن مع تقديم تقرير المبعوث الأممي حول الصحراء الذي يعرض التطورات في المنطقة، وبالتالي، يضيف المتحدث، فإن هذا التحرك على هذا المستوى في الكركارات يأتي فقط لإثارة الانتباه على أن البوليساريو متواجدة وطرف رئيسي في النزاع خاصة بعد الانهزامات الدبلوماسية التي تكبدتها والانقسامات في صفوفها داخل المخيمات. وأكد المحلل السياسي، بأن ما تقوم به الجبهة الوهمية لا يغدو سوى فرقعة إعلامية وسياسية، والتي تحاول منها التنفيس على مستوى الداخل، وفي نفس الوقت، تريد أن توجه رسالة إلى المنتظم الدولي، على أنها ورقة مهمة في النزاع لا ينبغي تجاهله، وبالتالي ستتكرر مناورات البوليساريو في الكركارات كلما سنحت لها الفرصة لذلك، على حد تعبير المتحدث. وأضاف شقير، بأن قيادة تكرر هذه المناورات أيضا، لتوجيه رسالة أخرى للجانب المغربي، بأنها لا تتخوف من تحركات القوات المغربية على الحدود، على الرغم من عدم تكافؤ ميزان القوى على الصعيد العسكري أو السياسي أو الدبلوماسي، بين المغرب والبوليساريو، حيث تحاول هذه الأخيرة، أن تؤكد للجانب المغربي أنها ما زالت تتوفر على الزخم والقوة بما يمكنها مواجهة أي استهداف. وبالتالي، يشرح المحلل السياسي، ما يحدث على مستوى المنطقة العازلة أو الكركارات، رسالة مبطنة تكشف بأن اللعبة لم تنتهي، وأنه يمكن للميليشيات البوليساريو أن تلعب على هذه الورقة وتشوش على الإستراتيجية العسكرية والدبلوماسية للمغرب على مستوى إفريقيا، خاصة أن المغرب يوجّه كل جهوده الدبلوماسية والسياسية في هذه الفترة للانضمام لسيداو بعد انضمامه للاتحاد الإفريقي.