في أول خطوة لها خلال سنة 2019، أعلنت جبهة "البوليساريو" الانفصالية عن تصعيد جديد، حيث أقدمت على الدفع بعدد من العناصر المسلحة إلى المعبر الحدودي "الكركارات"، على بُعد أيام قليلة من مرور سباق السيارات الشهير "موناكو-داكار"، الذي يُرتقب أن يجوب الطريق الرابطة بين موريتانيا والمملكة. وأفادت مصادر محلية، في حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن جبهة "البوليساريو" وجّهت رسالة تحذير إلى منظّمي السباق، خلال الأسبوع الماضي، تطالب فيها بإشراكها على غرار موريتانيا والمغرب، مشددة على أنها لن تسمح بمرور المشاركين في سباق "موناكو-داكار". وأوضحت الرسالة، التي توصلت هسبريس بنسخة منها، أن "الجبهة سبق لها أن أطلقت تحذيراتها بخصوص السباق في السنة الماضية؛ لكن لم يأخذوها على محمل الجد، بعدما وضعوا على مسار السباق العَلمين المغربي والموريتاني"، مؤكدة أنها "ستوقف مرور الرالي في حال أي استفزاز من طرف بعض المشاركين، سواء تعلق الأمر بحمل العلم المغربي أو أية خارطة مستفزة". وهدّدت جبهة "البوليساريو" الانفصالية، خلال النسخة الماضية، بعدم السماح للمشاركين في السباق بالعبور من منطقة "الكركارات"؛ ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى إصدار بيان شديد اللهجة ينتقد فيه استفزازات الجبهة، لكن على الرغم من التهديدات تمكّن الرالي من عبور المنطقة العازلة، دون تسجيل أية مشاكل. وفي هذا السياق، قال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، إن "تصرفات جبهة البوليساريو تشبه عمل العصابات وقطاع الطرق؛ لأنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأفعال، لكنها تدل على أن الجبهة صارت مجرد فرقعة إعلامية، بحيث تسعى إلى استغلال أي مناسبة كيفما كانت من أجل إظهار نفسها بأنها ليست في موت سريري". وأضاف بنحمو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المنتظم الدولي سبق أن شجب هذه التصرفات مرارا وتكرارا، باعتبار أن قرارات مجلس الأمن واضحة بخصوص نبذ هذه السلوكات، ومن ثمة يبدو أن الآفاق قد سُدّت في وجه المشروع الانفصالي، نتيجة الأزمات الخانقة التي يجتازها منذ مدة". وأوضح الخبير في الشؤون الأمنية أن "مختلف التطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية على مستوى تدبير الملف تؤشر إلى أن هنالك توجها نحو إيجاد الحل السياسي المتوافق عليه، وبالتالي اندحار أطروحة الانفصال التي تتشبث بها جبهة البوليساريو الانفصالية. ولعل هذه التصرفات تنافي القوانين الدولية وحقيقة ما يجري في الحقيقة على أرض الواقع". وختم المحلل السياسي تصريحه بالقول، إن "جبهة البوليساريو الانفصالية تلجأ إلى مثل هذه الأساليب كلما كانت مواقف المغرب ثابتة، مسنودة بذلك إلى الشرعية الدولية الواضحة، لذلك أرى أنه قد حان الوقت لكي يكون المنتظم الدولي أكثر صرامة لوقف هذه السلوكات غير المسؤولة".