انتعشت آمال الفلاحين المغاربة المختصين في الزراعات "البورية"، بعد التساقطات المطرية التي عرفتها أغلب مناطق المملكة وخاصة المناطق الشمالية، إذ من المنتظر أن تساعد الأمطار الأخيرة على نمو الزراعة "البعلية" التي أصبحت تعد بمثابة "مراهنة" في نظر المراقبين. هذا النوع من الزراعات مر في الشهور الماضية من ظروف قاسية بسبب غياب التساقطات المطرية، حيث أكد خبراء الفلاحة أن "تأخر الأمطار سيؤدي إلى ضعف مردودية المنتجات البورية وفي مقدمتها الحبوب".
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال رياض وحتيتا، الخبير الفلاحي، إن "منذ بداية التساقطات المطرية الأخيرة استبشر الفلاحون خيرا خاصة بالنسبة للزراعات البورية التي مرت من ظروف مناخية قاسية، ومن المنتظر أن تساعد هذه الأمطار نمو هذه الزراعات في المرحلة الثانية".
وأضاف وحتيتا، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "هذه المرحلة شبه حساسة في الزراعات البورية، وإذا استمرت هذه التساقطات خلال شهر مارس ممكن أن نتحدث على موسم فلاحي جيد مقارنة مع السنة الفارطة".
وتابع المتحدث عينه أن "أبرز مرحلة في الزراعة هي مرحلة الاستنبات، حيث إذا كانت الظروف مواتية ستمر العملية على أحسن ما يرام"، مشيرا إلى أن "الفلاحون في منطقة عبدة ودكالة يباشرون عملية الزرع قبل مناطق الغرب، وبالتالي فإن تأخر التساقطات المطرية يعد عاملا إيجابيا للفئات التي تتأخر في عملية الزراعة".
وأردف الخبير الفلاحي أن "الزراعات البورية تتمركز في الرحامنة وجديدة وأيضا سطات إضافة في المناطق الغربية كسيدي سليمان وسيدي قاسم".
بالمقابل، يرى فؤاد العمراوي، الخبير الفلاحي، أن "انتاجية الحبوب ستكون بشكل كبير في المناطق الشمالية نظرا للتساقطات المطرية التي عرفتها في الأسابيع الماضية، على غرار المناطق الجنوبية التي عرفت ارتفاع نسبي في درجة الحرارة".
وأكد العمراوي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الأمطار التي سقطت في شهر مارس تعتبر عادية لأنها لم تعوض التساقطات المطرية التي كان من المفترض أن تتهاطل في الشهور الأخيرة من السنة الماضية".
وأوضح أيضا أن "هذه الأمطار ستسفيد منها الأشجار المتمرة وأيضا الخضروات وجميع المغروسات غير الحبوب، لكنه كيفما كان الحال تبقى الشتاء ضرورية في أي وقت".
بخصوص جودة الزراعات البورية، سجل الخبير الفلاحي أنه "جودة مادة الزيتون قد تكون لابأس بها، في حين تبقى مردودية الحبوب قليلة مقارنة مع السنة الماضية، إذ من المتوقع أن لا تتجاوز 30 مليون قنطار".