ظلت "آمال" الفلاحين المغاربة معلقة في قبضة "فصل الشتاء"، بعد مرور شهر "نونبر" دون تساقطات مطرية. الأمر الذي سيؤثر سلبا على الزراعات "البورية" أو "البعلية" التي تعتمد بشكل أساسي على الأمطار. في حين لا يجد الفلاحون البوريون سوى صبر الانتظار لهطول خيرات السماء في باقي الأيام المقبلة. وأصبحت الزراعة البورية في المغرب من بين أصعب الزراعات. التي تعد بمثابة "مغامرة" أو "مراهنة" من الفلاحين، في ظل موجة "جفاف هيكلية" تشهدها البلاد في المواسم الماضية، والتي "أفضت" إلى حدوث "خلل" في ميزان القطاع الفلاحي.
الزراعة البورية، تعتمد بصفة "كلية" على التساقطات المطرية. ويتم اعتمادها في المناطق الجافة التي لا تتوفر على وسائل السقي مثل "الأنهار" و"المياه الجوفية"، ويشمل هذا النوع من الزراعات "القمح" و"القطنيات" و"الزيتون" على غرار بعد "الفواكه الموسمية".
تأثر الزراعات البورية
علي الغنبوري، مدير البرامج بمرصد العمل الحكومي وخبير اقتصادي، يقول إن "ضعف التساقطات المطرية سيؤثر بلا شك على المرزوعات، خاصة القمح والشعير والحبوب بصفة عامة"، مؤكداً على أن 75 في المائة من "الأراضي الفلاحية مخصصة لهذا النوع من الزراعات".
وأشار علي الغنبوري، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "انعدام أو ضعف التساقطات المطرية سيخفض مردودية هذه المواد الفلاحية الأساسية"، مبينا أن أي "تأخر سيؤدي مباشرة إلى ضعف إنتاجية الزراعة البورية".
وتابع المتحدث عينه أن "مشروع قانون المالية لسنة 2024 تتنبأ من خلاله الحكومة على تحقيق حوالي 75 مليون قنطار من القمح، وأن أي تأخر ينعكس سلبا على التوقعات التي وضعتها الحكومة المغربية وأيضا على الإقتصاد الوطني".
حالة الطوارئ لا تفيد المغرب
من جهته، يرى أحمد الطلحي، خبير في البيئة والتنمية المستدامة، أن "انخفاض حقينة السدود لا يزال مستمرا، إذ لا يتجاوز في الاجمال 24 بالمائة"، مضيفا أن "التساقطات المطرية لا تزال ضعيفة في العموم، ومع ذلك لا يمكن الإعلان عن الجفاف"، مؤكداً على أن "فصل الشتاء لم يبدأ بعد، والتساقطات الثلجية لم يحن وقتها بعد".
وأوضح أحمد الطلحي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "قد يكون هناك تأثر للزراعة "البورية" بسبب تأخر الأمطار، لكن يمكن إنقاذ الموسم الفلاحي اذا رحمنا الله بالأمطار خلال الأسابيع القادمة ان شاء الله".
"الإعلان المبكر عن حالة الطوارئ الفلاحية قد لا يكون مفيدا، بل يمكن أن يؤدي إلى تقاعس الفلاحين عن العمل خصوصا عن عملية الحرث، مع إمكانية نزول كميات كافية من الأمطار في الأيام القادمة للشروع في عملية الحرث والبذر"، يقول المتحدث.