تأخر التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة التي شهدها المغرب طيلة شهر أكتوبر الماضي قد تكون مؤشرات على بداية موسم جفاف بدأت بوادره تظهر في بعض مناطق المملكة، هذا ما أكده عبد اللطيف السعدي رئيس مصلحة الإرشاد والدعم بوزارة الفلاجة، الذي قال إن هذه البوادر بدأت تظهر ولو بشكل نسبي في مناطق مثل عبدة، أو تلك التي تقوم بعملية الزرع في وقت مبكر، مبرزا أنه إذا ما تمت عملية الزرع ولم تتساقط الأمطار فإن كل جهود الفلاحين تذهب سدى مما يضطرهم لتكرار العملية من جديد. السعدي قال في اتصال مع "اليوم 24" إن تأخر الأمطار يتسبب في تأخير عملية الحرث وهو ما ينعكس سلبا على البذور، كما يؤدي إلى ارتفاع مصاريف وتكلفة السقي، إذ يضطر الفلاح إلى السقي من الآبار وهو ما يتطلب تكاليف مرتفعة، ثم إنه يؤدي إلى ارتفاع أثمنة أعلاف الماشية. وأوضح المتحدث أن هناك "تأخرا في الموسم الفلاحي" مستدركا بالقول إنه إذا ما تساقطت الأمطار خلال الأسبوع المقبل ولو بنسبة 30 ميليمترا "ستحل جميع هذه الإشكالات وسننطلق في موسم فلاحي جيد". من جانبه اعتبر عبد الرحمان النابلي المدير الجهوي للفلاحة بالجهة الشرقية أن تأخر التساقطات المطرية سيكون له تأثير على بعض الفلاحات المنتشرة في المناطق البورية مثل زراعة البطاطس أو البصل، لكنه لن يضر ولو بشكل من الأشكال بالمناطق السقوية. وأوضح النابلي أن التساقطات المطرية الضعيفة التي شهدتها بعض المناطق البورية مثل دكالة مكنت الفلاحين، على الأقل، من القيام بعملية الحرث، مبرزا أن الفترة المحدد لزراعة الحبوب هي ما بين 15 نونبر وأواخر دجنبر وبالتالي إذا ما استمر تأخر التساقطات حتى انقضاء هذا التاريخ فسيكون له تأثير سلبي ويمكن اعتبار الموسم هو موسم جفاف. كما لم ينف الطاهر أنيس، رئيس النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين، تأثر الفلاحين الصغار بتأخر التساقطات المطرية، مشيرا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة كان له انعكاس سلبي على الفلاحين، معتبرا أنه من الممكن أن نكون مقبلين على موسم جفاف. أمام ترقب الفلاحين هذا حملت مديرية الأرصاد الجوية أخبارا سارة تتمثل في نزول زخات مطرية على بعض مناطق المملكة. الحسين يوعابد المسؤول عن التواصل بمديرية الأرصاد الجوية قال ل "اليوم 24" إنه ابتداء من يوم غد (الثلاثاء) ستعرف الحالة الجوية العامة تغييرا، إذ سيهب تيار شمالي غربي سيفتح المجال لمرور سحب ممطرة ستهم المناطق الشمالية والشرقية، وقد تهم التساقطات ولو بكمية ضعيفة حتى المناطق الوسطى للمملكة، كما ستعرف المناطق الشمالية والشرقية زخات مطرية صباح يوم الأربعاء، إضافة إلى انخفاض في درجات الحرارة. يوعابد قال إن تأخر التساقطات المطرية في مثل هذه الفترة هو أمر غير حديث عاشته المملكة في سنوات سابقة إذ لم تتساقط الأمطار حتى بداية نونبر، مردفا "لا يمكن أن نقول الآن أننا مقبلون على موسم جفاف". وجدير بالذكر أنه في العالم القروي ثلاث أرباع الساكنة مداخيلها هي من الفلاحة.