بعد قرابة شهرين من انحباس الأمطار، وبداية بوادر "شبح الجفاف"، همَّت تساقطات مطرية متفرقة عددا من مناطق المغرب ابتداء من أمس الأحد، والتي يتوقع أن يكون لها وقع إيجابي على جميع المزروعات الخريفية من حبوب وقطاني وكلأ. وقال الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، إن "المرتفع الآصوري الذي حال دون تسجيل تساقطات مطرية بالمغرب، وطال حتى البلدان الأوروبية، بدأ ينحاز تجاه الجنوب، تاركا المجال لبعض السحب والاضطرابات الجوية"، مؤكدا أن "تساقطات ستهم المناطق الممتدة من شمال المملكة إلى حدود سيدي إفني". وأفاد يوعابد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن 24 ساعة الأخيرة سجلت تساقط 10 ملم بشفشاون، و8 بالعرائش، و5 بطنجة، و3 بالقنيطرة، و2 بتطوان، وأقل من مليمتر بمنطقة الغرب (الرباط ونواحيها)؛ متوقعا تساقطات ضعيفة إلى معتدلة بطنجة والبوغاز ابتداء من ليلة الثلاثاء، تستمر إلى يوم الأربعاء، والتي قد ستصل إلى 30 مليمترا. وتنبأ رئيس التواصل بمديرية الأرصاد بتسجيل 10 مليمترات بمنطقة الشاوية والغرب، ومن 5 إلى 10 بالمناطق الوسطى وسوس، ابتداء من الليلة. كما ستهم الأمطار السواحل الأطلسية إلى حدود شمال سيدي إفني، بالإضافة إلى وسهول تادلة ومنطقة الرحامنة والأطلس الكبير والمتوسط والريف وسايس، حسب المصدر ذاته. وبخصوص التساقطات الثلجية، أفاد المتحدث بأن المناطق الجبلية التي تبلغ بها درجات الحرارة أقل من 0 درجة يتوقع أن تكون بها تساقطات ثلجية، مُعربا عن أمانيه في أن تستمر التساقطات المطرية خلال الأيام المقبلة، رغم التوقعات التي تنبئ باتجاه الجو نحو الاستقرار يومي الخميس والجمعة. من جهته، يرى الخبير محمد بلعوشي أن تلاشي المرتفع الجوي من واجهته الغربية، والذي كان يمنع وصول الاضطرابات الجوية إلى المغرب، من شأنه أن ينعش آمال المغاربة عموما والفلاحين على وجه الخصوص، موضحا أن "التساقطات الضعيفة التي يعرفها المغرب هذه الأيام غير ناجمة عن اضطراب جوي قائم بذاته، بل جاءت نتيجة بقايا اضطرابات همت أوروبا مؤخرا وأعطتها تساقطات ثلجية". وقال بلعوشي، في تصريح لجريدة هسبريس، إن "المواطنين المغاربة يعيشون حالة من التخوف والترقب بسبب قلة التساقطات المطرية"، موضحا أن "التساقطات ولو جاءت متأخرة فمن شأنها إنعاش آمال المغاربة والفلاحين خاصة". من جهته، قال عبد المجيد الركراكي، فلاح باثنين اشتوكة نواحي الجديدة، إن "الفلاحين يستبشرون خيرا بهذه الزخات المطرية"، معربا عن أمله في استمرارها مستقبلا، ومؤكدا أن "التساقطات ستفيد أكثر المزروعات الخريفية من حبوب وقطاني". وأفاد المتحدث بأن التساقطات رغم تأخرها إلا أنها ستحث الفلاحين على تسميد الأرض والاعتناء بها، تزامنا مع دخول ما يعرف ب"اللْيالي"، متابعا بالقول: "رغم تأخر التساقطات نستبشر خيرا ونتمنى من الله أن ينعم علينا بمزيد من الأمطار، خاصة أن شهر يناير يصادف تفريخ الحبوب".