بدأ العد التنازلي لانعقاد المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة وسط ظرف دقيق يجتازه الحزب الذي خرج من عباءة الدولة قبل عقد ونصف، حيث يمر بواحدة من أسوأ مراحله بعد اعتقال اثنين من قيادييه البارزين في ملف بارون المخدرات الدولي المعروف ب"إسكوبار الصحراء"، وهما سعيد الناصري رئيس مجلس عمالات الدارالبيضاء وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق. ويسود شبه إجماع وسط المكتب السياسي بضرورة تجديد قيادة الحزب، وإبعاد وزير العدل عبد اللطيف وهبي عن منصب الأمين العام في المرحلة المقبلة، خصوصا أنه يواجه متاعب حقيقية مع عدد من قادة لحزب، فضلا عن تراكم الأخطاء التي ارتكبها في خرجاته الإعلامية الأخيرة، كما حصل في أزمة التعليم، والتي زادت في حجم غضب الأساتذة.
وتبدو فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب الأقرب لخلافة وهبي ونيل ثقة المؤتمر، لتصبح السيدة الأولى التي تترأس حزبا كبيرا في المغرب، والذي يعتبر اليوم القوة الثانية في البرلمان بعد انتخابات الثامن من شتنبر 2021، وينتظر باميون إعلان المنصوري ترشحها لسباق الوصول إلى قيادة الحزب، وهو ما لم تحسمه حتى الآن، وفق مصادر مقربة منها.
وفي غياب الديمقراطية الداخلية التي تنقص أغلب الأحزاب المغربية، يبقى الترتيب المسبق هو سيد الموقف داخل الأصالة والمعاصرة، لذلك تعول عدد من قيادات الحزب على أن يتم الاتفاق مسبقا على اسم المنصوري أو غيره قبل انطلاق أشغال المؤتمر في التاسع من فبراير المقبل. وفي حالة عدم تحقيق ذلك سيجري البحث عن بديل آخر غيرها، وهي المهمة الأصعب التي لا يريد أغلب قادة الحزب الوصول إليها، بحكم غياب قيادات قادرة على الحفاظ على لحمة الحزب وتحقيق الإجماع المطلوب.
يشار إلى أن المؤتمر الوطني الخامس للأصالة والمعاصرة سينعقد بمدينة بوزنيقة أيام 9 و10 و11 فبراير المقبل، بالتزامن مع الذكرى الخامسة عشرة لأول مؤتمر له، وذلك بحضور حوالي 3000 مؤتمر، استنادا على عدد المنتخبين في كل جهة والنتائج المحققة في انتخابات 2021.