سيرا على ذات النهج، وترديدا لنفس الأسطوانة المشروخة، تواصل جبهة البوليساريو تشويشها على تنظيم المغرب لمختلف التظاهرات بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، حيث طالبت بوقف سباق رالي "موناكو – داكار" العالمي، مهددة باستهداف المشاركين فيه، وسط تجاهل منظمي التظاهرة لممارسات الجبهة الانفصالية. وقالت الجبهة الانفصالية في بيان لها، إن "منظمي السباق يعتزمون من جديد تنظيم هذه التظاهرة في الأقاليم الجنوبية، رغم أن المنطقة في حالة حرب".
وأضافت بحسب ذات البيان، أنها "تخبر جميع الفاعلين الدوليين في القطاع العام والخاص بأن مناطق الصحراء هي في حالة حرب في جميع النطاقات، سواء على مستوى البر أو البحر أو الجو".
وهددت البوليساريو باستهداف منظمي التظاهرة، مؤكدة أنها "تحتفظ بالحق في استخدام جميع الوسائل المشروعة والرد بحزم على أي أعمال ترمي إلى المساس بسيادتها وسلامتها الإقليمية".
تعليقا على هذا الموضوع، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "استهداف البوليساريو لتظاهرات رياضية ذات بعد دولي مثل "رالي دكار البيئي"، يؤشر على توجس الجبهة الإنفصالية من الإشعاع الدولي الذي باتت تحققه الأقاليم الجنوبية للمملكة من خلال احتضانها لعديد الفعاليات الرياضية والسياسية والاقتصادية التي تكرس حالة الحسم التي يحققها المغرب، وتؤكد حسم المغرب لمعركة الاعتراف الدولي لصالح واقع سيادته الصحراء".
وأضاف عبد الفتاح في حديث ل"الأيام24″، أن تعمد البوليساريو استهداف هذه التظاهرات المدنية يؤكد أيضا على طبيعة الجبهة الإنفصالية الإرهابية وطبيعة طرحها السياسي الراديكالي وفكرها العسكري المنغلق الذي لا زال عاجزا عن الانخراط في سياقات القرن 21″.
وأشار المتحدث أن "ممارسات البوليساريو تصطدم بالشرعية الدولية من خلال استهداف هذه الفعاليات المدنية خاصة غلقها لمعبر الكركرات في فترات سابقة وعرقلتها لحرية حركة الأفراد والبضائع والسلع فضلا عن قصفها واستهدافها للمدنيين العزل في مدينة السمارة بالمقذوفات المتفجرة إلى جانب سخطها وامتعاظها إزاء بعض الفعاليات الرياضية من قبيل كأس العالم 2030 عبر الرسالة التي وجهها زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي إلى الأمين العام الأممي وتوجسه من احتضان الأقاليم الجنوبية لمبارايات هذه التظاهرة الدولية".
وأكد عبد الفتاح أن "الأقاليم الجنوبية للمملكة باتت تحظى بإشعاع دولي كبير بفضل الفرص التنموية المتحققة فيها من خلال المشاريع المدرجة ضمن النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم والفرص الاستثمارية الواعدة التي باتت تستقطب رؤوس الأموال الأجنبية إلى جانب احتضانها لفعاليات رياضية وفضلا عن كونها أيضا قطب دبلوماسي بفضل البعثات القنصلية التي ناهزت 30 بعثة في كل من مدينتي العيونوالداخلة".
وشدد المتحدث على أن "الأقاليم الجنوبية باتت تحقق زخماً دوليا كبيراً سيما مع توجه المغرب للانفتاح على القارة الافريقية والاعتناء بالواجهة الأطلسية بفضل الموقع الاستراتيجي لهذه الأقاليم التي تعد بوابة المغرب نحو العمق الافريقي وقربها من جزر الخالدات وأيضا بفضل مناخ الأمن والاستقرار المتحقق في هذه الأقاليم"، مردفا بالقول: "وبالتالي من الطبيعي أن تتوجس البوليساريو من هذا الزخم الدولي الكبير الذي يكرس حالة حسم النزاع لصالح واقع السيادة المغربية".
ويرتقب أن ينطلق رالي "إفريقيا إيكو رايس" الرابط بين موناكو الفرنسية وداكار السينغالية، في شهر دجنبر الجاري، من خلال مساره العادي الذي يشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وبحسب الموقع الرسمي للسباق، فإن "المنافسات، التي يعتزم أن تنطلق في ال30 من شهر دجنبر إلى منتصف يناير من سنة 2024، ستبدأ من مدينة موناكو الفرنسية إلى الناظور المغربية، مرورا بمحاميد الغزلان ومنطقة بودنيب، إلى أسا الزاك. ثم نحو الأقاليم الجنوبية، وصولا إلى مدينة الداخلة، على أن يمر المنافسون بعدها عبر معبر الكركرات نحو موريتانيا. قبل خط النهاية في دكار السنغالية".