مُباشرة بعد إِعلان المغرب وَضْعِ ملفّه الترشيحي الخاص بمونديال 2026 أمام "الفيفا"، بمدينة زيورخ السويسرية، شَرعَتْ قيادات داخل جبهة "البوليساريو"، خاصة تلك المُستقرة في بعض الدول الأوربية، في خطب ودّ المغاربة معبرة، لأوّل مرة، عن دعمها ومساندتها لطموحات ممثل إفريقيا الوحيد في سباق الظفر بشرف تنظيم المونديال. وكانت جريدة "إلباييس" الإسبانية نقلت تصريحات مسؤول داخل الجبهة، التي لا تتوفر على تمثيلية في الفيفا، أكد فيها "دعم الملف المغربي في سباق مونديال 2026"، قبل أن يشير إلى أن "البُّوليساريو ستقف إلى جانب المغرب باعتباره دولة إفريقية"، على حد تعبيره. المسؤول الانفصالي، الذي فضّل عدم إظهار هويته على المنبر الإسباني، زاد في تصريحه ل"إلباييس" أن "الملف المغربي المقدم للفيفا لن يكون هناك دعم له إذا ضمَّ مدينة في الصحراء"، بناء على تعبيره. الصحيفة أشارت أيضا إلى أنه يتوقع أن يحصل المغرب على 54 صوتًا من الدول الإفريقية، ناقلة عن مسؤول بارز في تندوف أن البوليساريو "ستدعم طموحات المملكة المغربية بشأن احتضان نهائيات كأس العالم 2026، ما لم تكن ملاعبها الرياضية التي أقامتها بالصحراء ضمن المقترحة لاحتضان بعض فعاليات التظاهرة". خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، قال في تصريح لجريدة هسبريس: "لا يمكن أن نترجّى من مجموعة مسلحة، تفعل كل شيء لمحاصرة المغرب، أن يكون لها موقف إيجابي بخصوص ملف المغرب في مونديال 2026"، وزاد: "الانفصاليون يحاولون كسب نقاط إضافية لصالحهم على حساب المغرب من خلال الركوب على بعض الأحداث". وأورد الأستاذ الجامعي، في حديثه عن جدّية تصريحات المسؤولين في الجبهة الانفصالية، أن "ما تهدف إليه البوليساريو هو ذو طبيعة نفسية محضة، فهي تحاول دائما أن تكون حاضرة، وأن تكون لها مواقف ووجهات نظر حتى ولو تعلق الأمر بالتعامل مع المغرب كدولة". وتابع الأكاديمي: "رأينا هذا الأمر مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وكيف كانت الجبهة تسعى إلى جذب الأنظار إليها عبر إطلاق تصريحات تعبّر فيها عن ترحيبها بهذه العودة، رغم أن ما كانت تخفيه البوليساريو كان باديًا بأنها لا تريد عودة المغرب إلى الحاضنة الإفريقية". "تسعى الجبهة إلى ترسيخ فكرة بأنها دولة لها وجود مادي، وإلى فرض وجهة نظرها على المنتظم الدولي، وذلك في إطار ندي مع دولة أخرى هي المغرب"، يقول شيات، الذي عاد ليؤكد أن "البوليساريو تراهن على الخارج لكسب أكبر قدر ممكن من الدعم والتعاطف، وهي بذلك تحاول إظهار حسن نيتها وتسوّق على نفسها بأنها ليست عدوا، ولكنها تناضل من أجل الاستقلال، وليس لها مشكل مع الرباط، وأن سوء الفهم الكبير الحاصل يكمن في أنها "مُحتلة" من طرف المغرب"، على حد تعبيره. وعلى ضوء هذه المعطيات، عاد الأستاذ الجامعي إلى حادث منع الجبهة المشاركين في رالي دكار-موناكو من عبور منطقة "الكركرات" نحو موريتانيا، إذ صرّح بأن "الجبهة تحاول دائما استغلال الملتقيات الدولية لفرض وجودها"، وقال: "غالبا ستطمح "البوليساريو" إلى استغلال عدم إدراج المغرب بعض المدن في الأقاليم الجنوبية في ملفه الخاص بمونديال 2026 لاحتضان المباريات، على أنه بمثابة انتصار ويكتسي بعدا سياسيا". * صحافي متدرب