تعيش العديد من الأحزاب المغربية الكبرى، في الفترة الأخيرة على وقع خلافات كبيرة مرتبطة بالمرحلة السياسية الدقيقة التي يمر من المغرب، خاصة وأن التطورات التي يشهدها ملف الريف تسببت فيما بات يعرف في الصحافة الوطنية ب"الزلزال السياسي" ، الذي أعفى الملك بموجبه أربعة وزراء ومسؤولين عموميين آخرين . من الأحزاب التي تعيش على وقع زلزال سياسي داخلي هو حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي ، حيث ظهرت خلافات بين قيادات الحزب بعد إعفاء بنكيران، وتعيين العثماني رئيسا للحكومة مباشرة، وهي تطورات ساهمت بشكل كبير في تنامي ردود الأفعال داخل الحزب.
هذا الأمر أحدث تيارين داخل الحزب وإن لم يكن بشكل معلن أحدهما يعرف بتيار الاستوزار، الذي يضم أغلب وزراء الحزب وتيار آخر مساند لبنكيران يضم قيادات الصف الأول، وأعضاء من المجلس الوطني للحزب والذين يرون أن المرحلة تقتضي بقاء بنكيران على رأس الحزب وطالبوا في سابقة هي الأولى من نوعها بتغيير القانون الأساسي من أجل التمديد لبنكيران لولاية ثالثة .
لكن التيار الذي يرفض التمديد يعتبر أن الأمر سيؤدي إلى شخصنة الحزب وضد مبدأ الديمقراطية الداخلية التي طبعت حزب المصباح.
في هذا السياق كشف قيادي من حزب بنكيران أن ما يعيشه الحزب حاليا ، أمر غير مسبوق وإن كان امرا صحيا ، مؤكدا أن المؤتمر الوطني سيد نفسه وهو من يمكنه إزاحة بنكيران من عدمه .