ما أن تتحسن علاقات فرنسا والمغرب حتى تتأثر نظيرتها بين باريسوالجزائر، وما يزيد من تعقيد التوازن الفرنسي "المختل" بين البلدين، ما كشفته الصحافة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون واجه العديد من الانتقادات بشأن ميله نحو تمتين العلاقات مع الجزائر على حساب المغرب، وهو ما أضر بالعلاقات الثنائية بين باريسوالرباط بشكل كبير، في الشهور الماضية، قبل أن يتضح أن النهج الذي اتبعه ماكرون لم يُثمر عن أي نتائج لصالح فرنسا، وفق العديد من القراءات التحليلية لسياسة فرنسا ماكرون.
ووفق ما نقله تقرير لصحيفة "ليكسبريس الفرنسية" فإن علاقات باريسوالرباط، ماضية في ترميم علاقاتها التي تأزمت منذ أكثر من سنتين، بسبب العديد من الخلافات، ترتبط بالهجرة واتهامات التجسس ببرنامج بيغاسوس، وقد بدءا في "تطبيع العلاقات" الثنائية بإعادة الروابط الدبلوماسية، كتعيين المغرب سميرة سيطايل سفيره له في باريس، وتأكيد السفير الفرنسي لدى الرباط على أهمية العلاقات الثنائية بين الطرفين.
وبحسب المصدر ذاته، فإن التقارب بين فرنسا والمغرب، مرده إلى فهم الرئيس الفرنسي لصعوبة تحقيق المصالحة مع الجزائر، مما دفع بباريس إلى العودة إلى المملكة المغربية لتمتين العلاقات بعدما استحال تحقيق ذلك مع الجزائر بسبب خلافات متعلقة بالهجرة والذاكرة بالخصوص.
صحيفة لوموند، قالت إن فرنسا تبحث شد العصا من وسط ومحاولة خلق توازن في علاقاتها بين المغرب والجزائر، لكن عملية التوازن التي يسعى قصر الإليزيه للقيام بها محفوفة بالمخاطر.
وتقول الصحيفة إن الرباط ومنذ اعتراف واشنطن، بسيادتها على الصحراء المغربية، انتهجت سياسية قوية على مستوى علاقاتها الخارجية، ولعبت كل أوراقها لاستخلاص موقف فرنسي مماثل، بعدما أقدمت إسبانيا أيضا على دعم الرباط عبر دعم مقترح الحكم الذاتي لإنهاء النزاع في الصحراء.