أشعل توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رسالة إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، لزيارة باريس، غضب اليمين الفرنسي الذي عبر عن انزعاجه من الدعوة التي قدمها السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتي تتضمن دعوة تبون لزيارة فرنسا، في إحياء للزيارة التي تم تأجيلها منذ بداية العام الجاري، بسبب خلافات سياسية وأخرى على اجندة الزيارة.
وأثارت الرسالة غضبا في أوساط اليمين الفرنسي أظهرت الذي رفض زيارة تبون إلى باريس، بسبب تزامنها مع الحرب في قطاع غزة وكذا بوادر مصالحة دبلوماسية بيت الرباطوباريس يعد سنوات من القطعية والأزمة التي يبدو أنها بُددت بعد تعيين البلدين سفيرهما.
وعلقت إذاعة "أوروبا 1" على توقيت توجيه الدعوة إلى الرئيس الجزائري بأنه مفاجئ من عدة نواحي، أولها أنه يأتي في ظل الحرب الدائرة في فلسطين، وكذا التوقيت وتزامنها مع محاولات لإعادة الدفء للعلاقات المغربية الفرنسية، وهو ما يهدد حسبها بإعادة هذه الخطوات لنقطة الصفر.
برمجة زيارة الرئيس الجزائري إلى باريس كانت قبل 3 أشهر، حيث سبق لتبون التأكيد أن زيارته إلى فرنسا لا تزال قائمة وأنها لم تلغ كما جرى التكهن بذلك في الفترة الأخيرة بعد انتكاس العلاقات من جديد. وربط تبون الزيارة بتقديم الرئاسة الفرنسية برنامجا واضحا عنها. وأكد رفضه لأن تتحول زيارة دولة إلى مجرد زيارة سياحية يطوف فيها في شارع الشانزيليزيه ويتلقى التحية من الحرس الجمهورية، كما قال.
ووجّه تبون ما يشبه الرسالة للسلطات الفرنسية بأنه ينتظر شيئا ملموسا يفتح صفحة جديدة في العلاقات، مشيرا في السياق إلى زياراته لإيطاليا والصين وروسيا والبرتغال التي خرجت بنتائج ملموسة، على حد تعبيره.
زيارة تبون إلى فرنسا، مكتوب عليها التأجيل ربما، إذ سبق وأن اُجلت مرتين، حيث كانت مقررة في شهر ماي و ثم يونيو، في وقت رجّح متابعون أن تكون الخلافات المتكررة وراء عدم إتمام الزيارة، خاصة في ظل الانزعاج الجزائري الواضح من تحويل الجزائر لمادة للنقاش السياسي الداخلي في فرنسا بعد الدعوات المتكررة من اليمين لإلغاء اتفاقية التنقل بين البلدين لسنة 1968 التي تتيح بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين والانتقاد الفرنسي للنشيد الوطني الجزائري بعد مرسوم جديد يوسع استخدامه بشكل كامل في المناسبات الرسمية بما في ذلك المقطع الذي يتوعد فرنسا بالحساب.