بعد ان تم تسويق حل الأزمة الدبلوماسية بين فرنساوالجزائر عقب اتصال هاتفي في مارس الماضي بين الرئيسين، إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون، إلا أنه اتضح بالملموس اليوم أن الواقع غير ذلك بعد تأكيد تأجيل زيارة كانت مقررة لتبون إلى فرنسا، وهو ما يؤكد استمرار التوتر بين البلدين. وسبق للرئيس تبون أن استدعى سفير الجزائر لدى فرنسا "للتشاور" في فبراير الماضي، بسبب "عملية الإجلاء السرية" للناشطة والصحفية أميرة بوراوي من تونس إلى فرنسا. قبل ان يتم حل الأزمة في مارس، حيث أعلن تبون عن عودة السفير الجزائري إلى باريس. وكان من المتوقع أن يزور تبون فرنسا في ماي المقبل، لكن الإعلام الفرنسي أفاد بتأجيل الزيارة. وفي هذا السياق أشارت صحيفة "لومند" إلى أن هذا التأجيل يظهر أن جرعة كبيرة من سوء التفاهم تعيق العلاقة بين باريسوالجزائر. وتشير الصحيفة إلى التناقض بين الجانب الفرنسي والجزائري حول سبب التأجيل، حيث تقول الصحافة الجزائرية إنه بسبب المناخ الاجتماعي في فرنسا و الاحتجاجات، وإلى الحاجة لمزيد من الوقت لإعداد ملفات المباحثات. و وفقًا لتقرير صحيفة "لوموند"، فإن التأجيل الذي حدث في زيارة الوزير الأول الجزائري إلى فرنسا يعود إلى رغبة جزائرية في تفادي احتمال حدوث مظاهرات مناهضة للنظام الجزائري من قبل بعض الجزائريين المقيمين في فرنسا. كما أشارت الصحيفة إلى أن قضية الناشطة الجزائرية الفرنسية أميرة بوراوي تسببت في تجميد الاتصالات بين البلدين لعدة أسابيع. من جهة أخرى ، يفسر خبراء آخرون أن أسباب تأجيل الزيارة تعود إلى عدة اساب منها الخلافات داخل النظام الجزائري نفسه، حيث يميل التيار الداعم للرئيس تبون إلى فرنسا، فيما يرى التيار الآخر أن زيارة فرنسا قبل روسيا قد تجعل موسكو تبدو في درجة ثانية للجزائر. ومن المعروف أن علاقات الجزائروفرنسا تدهورت في الفترة الأخيرة، ولكن تحسنت خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في غشت 2022، حيث وقع الرئيس الفرنسي مع الرئيس الجزائري تبون إعلانًا مشتركًا لدفع التعاون الثنائي.