BBC تعرضت المتاجر والسوق في مدينة الجنينة لأعمال نهب وسلب على مدار اليومين الماضيين قال شهود عيان لبي بي سي إن مجموعات مسلحة على درجات نارية وسيارات رباعية الدفع اقتحمت ظهر اليوم الجمعة السوق في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب درافور وقامت بعمليات سلب ونهب في أعقاب هجوم عنيف تعرضت له المدينة أمس أدى إلى وقوع اشتباكات. كما قال شهود عيان لبي بي سي إن الجزء الجنوبي من المدينة شهد صباح أمس هجمات من قوات الدعم السريع، في ظل غياب أمني واضح. ويسرد أحد شهود العيان تفاصيل ما رآه يوم الخميس قائلا: "تم اقتحام السوق من قبل أشخاص مجهولين يحملون السلاح ويركبون دراجات نارية". كما قال شاهد عيان آخر "إن الهجوم استمر منذ الساعة السادسة صباحا إلى السادسة مساء" في حيي المدارس والمجلس، ومركز إيواء الإمام الكاظم للنازحين. بينما شهد حيي التضامن والثورة اشتباكات أول أمس. ووفقا لشهود عيان آخرين تواصلت معهم بي بي سي، فإنه تمت سرقة المصارف أمس الخميس، "و تم تفجير بنك الدم الوحيد الذي يتبع للمستشفى التعليمي" في المدينة. كما أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع "نهبت السوق وحرقت ممتلكات المواطنين، وتم تسميم مياه الشرب في الصهاريج التي توزع المياه في حي الجمارك وحي الجبل". إضافة إلى ذلك، تم اغتيال نائب مدير شرطة ولاية دارفور، العميد عبد الباقي الحسن الأحمد خلال الاشتباكات، وفقا لشهود العيان الذن تحدثوا إلى بي بي سي. وردا على ذلك، قال مصطفى محمد إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع لبي بي سي: "إن الأحداث الحالية في الجنينة ليس لها علاقة بالدعم السريع... هي أحداث قبلية بين القبائل في المدينة"، وأضاف قائلا: "لم تتدخل قوات الدعم السريع في هذه الأحداث". ما سبب بداية الاشتباكات في مدينة الجنينة؟ يقول والي غرب دارفور خميس أبكر لبي بي سي إن الاشتباكات بدأت منذ ثلاثة أيام، بعدما وصلت قوات من القوات المسلحة السودانية إلى قيادة القوات السودانية التشادية المشتركة في مدينة الجنينة، وحينها "هاجمتها قوات من الدعم السريع"، وهو ما قاله كذلك شهود عيان لبي بي سي. غير أن مصطفى محمد إبراهيم عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، نفي لبي بي سي مهاجمة قوات الدعم السريع للقوات المسلحة السودانية. وكانت تشاد والسودان قد اتفقتا في يناير/ كانون الثاني الماضي على نشر قوات سودانية تشادية مشتركة على طول الحدود في ولاية غرب دارفور المتاخمة لتشاد. BBC صورة أرشيفية لمدينة الجنينه وضع إنساني مزر و المستشفيات خارج الخدمة وقال والي غرب درافور خميس أبكر لبي بي سي: "إن المعارك التي استمرت لثلاثة أيام خلفت وضعا إنسانيا مزريا، و تم حرق أكثر من 15 مركز إيواء فضلا عن الاعتداء على المنازل وأعمال وسلب ونهب"،مضيفا أن سوق مدينة الجنينه الوحيد في المدينة تعرض لنهب على مدار يومين. وأضاف قائلا: "هناك هدوء نسبي. ولكني أناشد المنظمات الدولية والأممية للتدخل بسبب الوضع الإنساني الكارثي. وإذا لم يتم التدخل خلال يومين، فإن الولاية ستكون مقبلة على كارثة كبيرة". وقال الدكتور علي بشير، نائب رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن "أعداد القتلى التي سجلت أسماءهم (حتى الآن) 72 قتيلا". ولكن العدد يتجاوز هذا الرقم، لأنه لا يزال هناك قتلى لم تسجل أسماؤهم بعد، مضيفا أن أعداد الجرحى وصلت إلى 300 جريح". كما قال بشير إن المستشفى الوحيد في مدينة الجنينة قُصف، وجميع المشافي الصغيرة خارج نطاق الخدمة، بعدما تم قصفها كذلك. وطالب بجسر جوي لإنقاذ الجرحى، وأضاف قائلا لبي بي سي: "الوضع في الجنينة يتطلب تدخلا سريعا وحاسما للفصل ما بين الجهات المتحاربة". وقال شاهد عيان لبي بي سي إن بعض الجثث قد أُحرقت أثناء الاشتباكات. إدانات للوضع في الجنينة وقد أعرب الممثل الخاص للأمين العام في السودان، فولكر بيرتيس، في تغريدة عبر حساب بعثة الأممالمتحدة في السودان (يونيتامس) عن "قلق عميق إزاء الأوضاع التي تفيد بوقوع أعمال عنف في (غرب دارفور)". هذا وقد أصدر حزب المؤتمر الوطني السوداني بيانا أعرب فيه عن قلقه من "تدهور مريع في الأوضاع الأمنية الإنسانية ينذر بكارثة" بداية الصراع في دارفور وبدأ الصراع في إقليم دارفور ما بين عامي 2003 و2004 حين بدأت حركات مسلحة مثل جيش تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة بشن هجمات ضد القوات الحكومية، متهمين حكومة الخرطوم حينها باضطهاد وتهميش ذوي الأصول الأفريقية لحساب ذوي الأصول العربية في دارفور. واعترفت الحكومة السودانية بأنها حشدت ميليشيات "قوات الدفاع الذاتي" بعد قيام المتمردين بمهاجمتها. لكن درافوريين يقولون إن الحكومة استخدمت ما يسمى بميليشيات "الجنجويد" التابعة لقبائل عربية لمحاولة طرد ذوي الأصول الأفريقية. ونفت الحكومة السودانية آنذاك أي صلة بها.