أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وجود محاولات عربية من خلال دول شقيقة للتدخل لحل الأزمة مع المغرب، لكن بلاده رفضت، وهو القول الذي يتناقض أو يكذب تصريحات سابقة لوزير الخارجية المقال من منصبه، رمطن لعمامرة، بأنه لم تكن هناك أي وساطات عربية لحل الخلاف. وقال تبون في حواره مع قناة الجزيرة القطرية، ردا على سؤال الصحافية الجزائرية خديجة بن قنة، حول الشروط التي تضعها الجزائر لإعادة ترتيب العلاقة مع المغرب مجيبا "لو كانت القضية قضية شروط لتقبلنا بصدر رحب تدخلات بعض الأشقاء الذين طرحوا وساطة مع المغرب وطالبوا بالقبول بها".
وسبق لوزير خارجيته رمطان لعمامرة أن "موضوع قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب لا يحتمل الوساطات لا اليوم ولا غدا، وموقف الجزائر واضح ويستند إلى أسباب قوية حيث جاء ليحمل الطرف الذي أوصل العلاقات إلى هذا المستوى السيء المسؤولية كاملة غير منقوصة". مضيفا وقتها "لدينا مصالح مشتركة وتوافقات تجمعنا مع المملكة السعودية على غرار باقي الدول تجعلنا نلتقي بصفة دورية من دون أن يتدخل موضوع من هذا النوع في جدول أعمالنا".
تأكيد لعمامرة يكذبه عبد المجيد تبون، قائلا "لأنه مافيش مادة للوساطة... لأنه حنا غلقنا الحدود حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه، وأضاف قطعنا العلاقات، أغلقنا الأجواء وكل شيء، كما يقول الأشقاء المصريون الباب اللي يجيب الريح سدو واستريح"، مشيرا إلى أنهم مرتاحون في الجزائر بعد غلق الحدود مع المغرب.
وخلال ماي من العام الفائت نفت الحكومة الجزائرية، وجود أي وساطة سعودية أو غير سعودية في الأزمة الدبلوماسية الجارية مع المغرب، وذلك رداً على تقارير إعلامية ربطت بين زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى الجزائر، وبين إمكانية أن تكون بهدف الوساطة.
وفي دجنبر الماضي عقب زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني للجزائر، أشارت تقارير إسبانية إلى وجود وساطة أردنية لتسوية الخلافات مع المغرب، ليخرج تبون في لقاء صحفي قائلا، إن الملك الأردني لم يذكر أي دولة ولم يشر إلى أي وساطة، واصفا التقارير التي تحدثت عن ذلك بأنها مجرد تأويل.
وفي وقت سابق، كشفت مجلة "مغرب إنتيليجينس" بنسختها الفرنسية أن السعودية اقترحت خارطة طريق تهدف إلى تحقيق المصالحة بين الجزائر والمغرب.