خلافا لما صرحت به الرئاسة الجزائرية التي نفت وجود محاولات عربية للتدخل لحل الخلافات مع المغرب، عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه، ليقر بأن عدة دول شقيقة حاولت الوساطة في الملف لكن الجزائر رفضت حسب قوله. وفيما يشبه زلة لسان خلال حواره مع قناة الجزيرة الذي بث، مساء اليوم الأربعاء، سئل تبون عن ماهية الشروط التي تضعها الجزائر لإعادة ترتيب العلاقة مع المغرب فأجاب: "لو كانت القضية قضية شروط لتقبلنا بصدر رحب تدخلات بعض الأشقاء الذين طرحوا وساطة مع المغرب وطالبوا بالقبول بها". وحول أسباب رفضه للوساطة قال تبون "لأنه مافيش مادة للوساطة… لأنه حنا غلقنا الحدود حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه، وأضاف قطعنا العلاقات، أغلقنا الأجواء وكل شيء، كما يقول الأشقاء المصريون الباب اللي يجيب الريح سدو واستريح". وقال تبون إنهم مرتاحون في الجزائر بعد غلق الحدود مع المغرب حسب وصفه. وكانت الجزائر قد نفت مرارا وجود تدخلات للتوسط في الأزمة مع المغرب، آخرها في دجنبر الماضي عقب زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني للجزائر، حيث أشارت تقارير إسبانية إلى وجود وساطة أردنية لتسوية الخلافات مع المغرب، ليخرج تبون في لقاء صحفي قائلا، إن الملك الأردني لم يذكر أي دولة ولم يشر إلى أي وساطة، واصفا التقارير التي تحدثت عن ذلك بأنها مجرد تأويل. وقبلها، وفي ماي الماضي نفت الحكومة الجزائرية، وجود أي وساطة سعودية أو غير سعودية في الأزمة الدبلوماسية الجارية مع المغرب، وذلك رداً على تقارير إعلامية ربطت بين زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى الجزائر، وبين إمكانية أن تكون بهدف الوساطة.