يتراجع النفوذ الفرنسي بإفريقيا يوما بعد، وذلك على خلفية تحرك دول إفريقية كمالي وبوركينا فاسو للقطع مع الوجود الفرنسي، فبعد قرار المجلس العسكري في مالي طرد السفير الفرنسي، أواخر شهر يناير الماضي، أعلنت بوركينا فاسو وقف العمل ب"اتفاق المساعدة العسكرية" الموقع عام 1961 مع فرنسا، بعد أسابيع من طلبها سحب القوات الفرنسية. ومنحت بوركينا "فترة شهر واحد" بعد استلام هذه الرسالة من أجل "مغادرة جميع الجنود الفرنسيين العاملين في الإدارات العسكرية في بوركينا فاسو بشكل نهائي". ويقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة لعدد من الدول الإفريقية، في محاولة لاحتواء الوضع والحفاظ على النفوذ الفرنسي بالقارة السمراء. ووصل الرئيس الفرنسي للغابون مستهل جولة أفريقية تستمر 4 أيام، وتشمل أيضا أنغولاوالكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية. وخرجت مظاهرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أمس الأربعاء، احتجاجا على زيارة ماكرون المتوقعة، واحتشد المتظاهرون أمام السفارة الفرنسية في العاصمة كينشاسا متهمين فرنسا بدعم الجماعات المسلحة. وفي هذا الصدد، قال رشيد لزرق رئيس مركز شمال افريقيا للدراسات و الأبحاث، إن فرنسا اتجهت إلى إحكام سيطرتها الاقتصادية على مستعمرتها القديمة و تركيز التبعية، ولم تعر اهتمام للتحولات الجيوسياسية من خلال دعم نفوذها و تتثبيت نخبتها في هذه الدول وان كانت استبدادية في مقابل ارتفاع مطالب الاجيال الافريقية بالتنمية الديمقراطية هذه المطالب وأضاف، في تصريح خص به الأيام 24 أن فرنسا تنكرت لهذه المطالب ودعمت نخبتها للبقاء، مما جعل مواطن الافريقي يدرك أن تحقيق التنمية والتحرر مقرون بمواجهة السيطرة الفرنسيةن ومنطق التبعية. وسجل لزرق أن هذا الوضع جعل التنديد بالمنطق الفرنسي يتفاقم في عدة دول الرافضة للهيمنة الفرنسية و التحكُّم في قرار الدول الأفريقية السيادي ونهب ثرواتها. وزاد قائلا "مما جعل العديد من الدول تتجه الى التنويع في شركاءها الاقتصادين بفعل تواجد قوى اخرى كالصين وروسيا الطامحتين الى تعزيز نفودهم للاقتصادي و الامني و الثقافي ومكانتها السياسية في منطاق التابعة لفرنسا، وتجلى ذلك في توقيع الدول الافريقية العديد من منطقة الساحل والصحراء"، يضيف لزرق. وختم تصريحه بالقول " بات هناك مؤشرات مواجهة بين فرنسا و روسيا على الساحة الافريقية بحيث لم تبقى فرنسا وحدها تملك خيوط اللعبة، بل بات وجود روسيا على مشارف مناطق النفوذ الكلاسكي لفرنسا واتحاهها الى إرساء الأمن والاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، و تعاظم دروهم في مالي بعد الانسحاب الفرنسي والأوروبي".