مجددا صوت المغرب ضد العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، لتتضح الصورة بشكل "أكبر" حول موقف الرباط من التحرك العسكري لموسكو بالشرق الأوكراني، والذي أكمل من عمره سنة واحدة.
وفي إدانة "قوية" للجمعية العامة للأمم المتحدة، طالبت 141 دولة من بينها المغرب، روسيا بالانسحاب الفوري من الأراضي الأوكرانية، و وقف إطلاق النار، في وقت امتنعت فيه الجزائر مجددا عن المشاركة في التصويت.
وتأتي "الإدانة" المغربية في وقت قام فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بجولة "مكوكية" في القارة الإفريقية كانت أخر محطاتها الجار الجنوبي للمملكة، موريتانيا، في وقت لم يزر فيه الرباط بعد.
ويؤكد الموقف المغربي الأخير على مواقف المملكة، التي تأتي "ضد" الحلول العسكرية لإنهاء النزاعات، وهو ما سبق وأكدته مصادر رسمية بأن الرباط لن تدعم "الحلول العسكرية" في أي منطقة من العالم.
وتحرص الرباط على وضع علاقة متوازنة مع طرفي النزاع ( موسكو، وكييف)، إذ لم تنجح ضغوط السفيرة الأوكرانية السابقة لتقريب الرباط من موقف كييف المعادي لروسيا، إذ فشلت في الحفاظ على منصبها في أخر تعديل قام به الرئيس الأوكراني زيلينسكي، والذي لم ترقه جهود ديبلوماسيته في بلد يعتبر من الفاعلين "المميزين" على المستوى الإفريقي.
المحلل السياسي، حسن بالوان يقول إن " المغرب على الرغم من تصويته للمرة الثانية لقرار يدين التدخل العسكري الروسي بأوكرانيا، فهو لم يخرج عن نطاق الحياد في التعامل مع طرفي الصراع، وذلك بالحفاظ على مساحة واضحة من النزاع الدائر".
وأضاف بالوان في حديثه ل"الأيام 24″، أن" العلاقات بين موسكووالرباط تنمو بشكل مستمر، إذ لم يشارك المغرب في الحظر الدولي على المنتجات الروسية، ولم ينساق في سلسلة العقوبات التي فرضت على موسكو".
وأشار المحلل السياسي إلى أن " المغرب وفي لعقيدته الديبلوماسية المبنية على رفض جميع أنواع وأشكال التدخلات العسكرية، والتزامه المستمر بدعم الحوار كبنية هامة لحل النزاعات".
واستطرد المتحدث ذاته قائلا : " من المستبعد أن يثير القرار المغربي أي ردود فعل من قبل روسيا، وذلك لوجود تفهم في مواقف الرباط من الصراع، من قبل الحليف الغربي، وكذا من جهة روسيا نفسها، والتي تعي جيدا العقيدة الديبلوماسية المغربية.