"بسبب تضييع الوقت على الجبهة الدبلوماسية"، أنهى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهام أوكسانا فاسيليفيا، سفيرة "كييف" في الرباط، التي تستعد لمغادرة البلاد في وقت ما زال الوضع في "كييف" غير مستقر. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وقّع مراسيم بشأن استدعاء السفيرين الأوكرانيين في جورجيا والمغرب؛ لأنهما "يضيعان الوقت على الجبهة الدبلوماسية" في بلدي بعثتهما الدبلوماسية. وكشفت مصادر أن تقارير توصلت بها الخارجية الأوكرانية بينت تقصيرا من طرف الدبلوماسيين في إدارة الأزمة والنزاع المسلح مع روسيا، إذ رفضت الحكومة المغربية اتخاذ أي مواقف "جذرية" ضد روسيا ومنعت إرسال متطوعين إلى أوكرانيا. وذكر الرئيس الأوكراني أن "هؤلاء الدبلوماسيين عملوا "للبقاء في مناصبهم فقط" وفشلوا في إقناع البلدان المضيفة لهم بتقديم المساعدة لأوكرانيا أو فرض عقوبات ضد رجال الأعمال الروس". وتم استدعاء أوكسانا فاسيليفيا، سفيرة أوكرانيا من المغرب، بسبب "عدم تحقيق نتائج في الدفاع عن مصالح الدولة". وفي السياق، قال محمد الطيار، المحلل والخبير في العلاقات الدولية، إن "سحب السفيرة بحجة فشلها في إقناع المغرب بأن يكون إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا هو أمر يدخل في إطار درجة تفسير القيادة الأوكرانية للموقف المغربي". وأوضح الخبير ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "المغرب أعلن، منذ بداية العملية العسكرية الروسية، عن طريق بيان وزارة الخارجية، عن موقف صريح وواضح ينسجم مع القانون الدولي، حيث أكد على احترام وحدة أراضي الدول، والدعوة إلى الحوار لفك الأزمات". وشدد الطيار على أن "المغرب، بحكم علاقاته الدبلوماسية العريقة والتاريخية مع روسيا، تدخل من أجل وضع حد للعمليات العسكرية، حيث ربط ناصر بوريطة الاتصال بنظيريه الروسي والأوكراني، من أجل تشجيعهما على نهج سبيل الحوار والسعي إلى حل سلمي للنزاع بينهما". وتابع: "الموقف المغربي لا يختلف عن موقف العديد من الدول؛ منها تركيا مثلا، فعلى الرغم من أنها عضو في حلف الناتو وعلى الرغم من الجوار الجغرافي والتأثر المباشر بالحرب المندلعة، فقد اختارت تركيا موقفا حياديا مع العمل على تقريب وجهات النظر من أجل إيقاف الحرب". لذلك، أضاف المحلل والخبير في العلاقات الدولية، "فقرار إنهاء مهام السفيرة الأوكرانية شأن داخلي أوكراني، والموقف المغربي الحيادي هو قرار سيادي يعبر عن بعد النظر لدبلوماسية عريقة، حريصة كل الحرص على نهج الحوار لفك النزاعات مع احترام وحدة التراب الوطني لكل الدول".