تجري الأحداث المتسارعة على الأرض الأوكرانية وتتحرك معها العجلة السياسية، إذ انقسم العالم نصفين بين داعم لأوكرانيا ومندد بالتدخل العسكري الروسي، ومن اختار النأي بنفسه عن الصراع، على غرار المغرب، الذي تربطه بين موسكو وكييف علاقات اقتصادية متشعبة، مايعني وفق خبراء أن الرباط نجحت في تحقيق التوازن في المواقف إزاء الحرب الروسية الأوكرانية. دليل استمرار العلاقات بين المغرب وأوكرانيا مثلا، التعيين الجديد لسفير تعيين المستشار الإقتصادي للسفيرة السابقة الأوكرانية التي غادرت البلاد، قائماً بأعمال السفير، إلى حين تعيين سفير جديد.
و كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد استدعى في وقت سابق سفيرة بلاده لدى الرباط، فاسيليفيا أوكسانا يوريفنا، بسبب "تضييع الوقت على الجبهة الدبلوماسية"، مضيفا أن "هناك من يعمل مع الجميع للدفاع عن الدولة، وهناك من يضيع الوقت ويعمل فقط للبقاء في منصبه". من جهة أخرى ، شارك المغرب قبل أيام في المؤتمر الدولي الذي حمل اسم "المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا" ، الذي نظمته وزارة الدفاع الأمريكية بقاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا و بحضور 40 بلدا، إذ انطوت رسائل مشاركة الرباط على عدة ذات أبعاد جيو-استراتيجية مرتبطة بالأساس بموقف الرباط من النزاع المسلح بين موسكو وكييف دون خسارة أحد الطرفين، أو التقيد بمخرجات قد تذهب في اتجاه تعقيد العلاقات مع "الدب الروسي".
وأعلن المغرب، خلال شهر مارس الماضي، استجابته للنداء الإنساني الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، بتقديمه مساهمة مالية للجهود الإنسانية للأمم المتحدة.
وكان مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، علق على تلك المشاركة بالقول أن المغرب يجدد التأكيد على دعمه للوحدة الترابية لجميع الدول ، و يدعو إلى اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية لحل الإشكالات بين أوكرانيا و روسيا.