استقبلت العاصمة الموريتانية نواكشوط، مساء أمس الثلاثاء، زيارة رسمية هي الأولى لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والتي تأتي بعد أسابيع قليلة من محادثات هاتفية جمعته مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.
ونقلت وكالة الأنباء الأخبار الموريتانية، أن " وزير الخارجية الإيراني يرافقه وفد سياسي إيراني رفيع المستوى، تم استقباله من طرف الرئيس محمد ولد الغزواني".
وقال الرئيس الموريتاني في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية، إن " العلاقات الموريتانية الإيرانية بأنها "عريقة ومتينة" "، مضيفا: " تم التحدث عن الدور الإيراني في مكافحة الإرهاب والتأكيد على الإنجازات الصناعية والعلمية والتقنية التي حققتها إيران".
وسبق أن وجه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، دعوة لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لزيارة الجزائر، وذلك لما يشهده البلدان من علاقات استراتيجية تصل للتنسيق العسكري والاستخباراتي، وهو ما يشكل تهديدا حسب الخارجية المغربية والتي سبق أن اتهمت طهران بتزويد "البوليساريو" بطائرات مسيرة".
وتعد الزيارة الإيرانية المرتقبة إلى موريتانيا، مصدرا للعديد من التأويلات، والتي تساءل، "إمكانية" فتح نفوذ جديد بالمنطقة لإيران، والذي سيشكل تهديدا أمنيا "جديدا" للمملكة المغربية.
في هذا الصدد يقول رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن " هاته الزيارة الإيرانية تأتي تحت سعي طهران للتوغل في المنطقة المغاربية، عبر استغلالها للتحالف "القوي" الذي يجمعها مع الجزائر".
وأضاف سالم عبد الفتاح في تصريحه ل"الأيام 24″، أن " إيران بتحالفها مع الجزائر، نجحت في وضع قدم لميليشياتها الإرهابية بمنطقة تيندوف، وذلك عبر تقديم التدريب العسكري لنظيرتها من "البوليساريو"، إضافة إلى أن ميليشيات إيران توغلت أيضا بفضل الجزائر في منطقة الساحل والصحراء".
وأشار رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إلى أن " موريتانيا توجد ضمن أولويات الأجندات الجزائرية-الإيرانية، وذلك باعتبارها أهميتها الاستراتيجية في المنطقة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن " نواكشوط بالرغم من الضغوط التي تواجهها من طهرانوالجزائر إلى أنها لا تزال "عصية" على هذا التحالف، والذي يستخدم جميع أشكال الابتزاز والإغراء".
ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى أن " التوازن الذي تعتمده موريتانيا في سياستها الخارجية، يمكنها من تجاوز المحاولات الإيرانية، خاصة وأنها تعلم حجم الشراكة والتعاون الذي يقدمه المغرب".
وخلص سالم عبد الفتاح إلى أن " التحالف الإيراني-الجزائري، يجد فرصا كبيرة للتوغل في منطقة الساحل والصحراء بالنظر إلى الأزمات التي تعرفها المنطقة، غير أنه سيجد صعوبة في تحقيق ذلك في موريتانيا بالنظر إلى عمق الوجود المغربي بنواكشوط والذي يتأسس على منطق "رابح-رابح"، وبعيدا عن التدخل الأمني ".