تأكد جليا أن الجزائر باتت تدعم تغلغل النفوذ الإيراني بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعد رفض رمطان لعمامرة، وزير خارجية قصر المرادية، مقترح المملكة المغربية بإدانة تسليح إيران لجبهة "البوليساريو" بالدرونات الحربية. وجاء ذلك في الجلسة المغلقة لاجتماعات وزراء الخارجية العرب الممهدة لانعقاد القمة العربية، حسب مصادر قناة "العربية" التي أشارت إلى مطالبة ناصر بوريطة بإدراج نقطة تسليح إيران ل"البوليساريو" بالدرونات واستهدافها للأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب ضمن جدول الأعمال. في حين رد نظيره الجزائري رمطان لعمامرة بالرفض، قبل أن يتدخل من جديد رئيس الدبلوماسية المغربية ليقول مخاطبا لعمامرة: "ليس من حقك الرفض هناك تصويت وإجماع"؛ بيد أن وزير خارجية الجزائر تجاهل كلامه قبل أن يعيد ناصر بوريطة الطلب نفسه، وسانده، حسب مصادر قناة "العربية" الإخبارية، "معظم من في القاعة ثم خرج من قاعة الاجتماع ولم يغادر الجزائر". وتحدثت تقارير استخباراتية سابقة عن تزويد طهران لجبهة "البوليساريو" بمختلف أنواع الأسلحة؛ وذلك بوساطة جزائرية، حيث توصلت الجبهة الانفصالية قبيل أسابيع بدرونات حربية جديدة من أجل مواجهة القوات المسلحة الملكية المغربية التي باتت تستعمل هذه الآليات الحربية لردع تحركات قيادات "البوليساريو" بالمنطقة العازلة. وفي هذا الصدد، قال محمد شقير، باحث في العلاقات الدولية، إن "المغرب سبق أن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب تسليح طهران لجبهة "البوليساريو"، إلى جانب دعمها من خلال التداريب الميدانية؛ لكنها انتقلت الآن إلى مستوى متطور يتمثل في تزويد "البوليساريو" بطائرات حربية مسيرة". وأضاف شقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "النفوذ الإيراني سيتزايد بمنطقة شمال إفريقيا بسبب الوجود الإسرائيلي بالمغرب، بعد توقيع الاتفاق الثلاثي؛ لأن طهران تعتبر تل أبيب عدوتها الدائمة"، مبرزا أن "التعاون العسكري المتميز بين المغرب وإسرائيل دفع إيران إلى تسليح "البوليساريو" لمواجهة التحالف المشترك بين تل أبيب والرباط". وواصل بأن "إيران عقدت تحالفا جديدا مع الجزائر من أجل مواجهة النفوذ الإسرائيلي بالمنطقة"، مؤكدا أن "هذه النقطة ستثير الخلاف في القمة العربية، ليس فقط بين الجزائر والمغرب، وإنما بين الجزائر ودول الخليج العربي، على اعتبار أن علاقات الخليج بإيران لطالما كانت متوترة وتعتبرها خطرا على الأمن القومي".