التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في قطر اليوم الثلاثاء، على هامش مشاركتهما في أشغال القمة السادسة للدول المُصدرة للغاز بالعاصمة القطريةالدوحة، وفق ما أكده منشور لرئاسة الجمهورية الجزائرية، وهي الخطوة التي تأتي في سياق التقارب الواضح بين طهرانوالجزائر مؤخرا، في ظل الأزمة المتصاعدة بين إيران ومجموعة من دول والخليج التي تتهم الإيرانيين باستهدافها ودعم الميليشيات التي تهاجمها، وأيضا في ظل صدامها مع الرباط التي تتهمها بتدريب عناصر جبهة "البوليساريو" الانفصالية. ورغم أن النظامين الجزائريوالإيراني أصبحا متقاربين بشكل واضح منذ وصول عبد المجيد تبون إلى رئاسة الجمهورية أواخر 2019 وبعد وصول الفريق السعيد شنقريحة إلى رئاسة أركان الجيش الجزائري، إلا أن أي لقاء لم يحدث بين رئيسي البلدين قبل الآن، الأمر الذي يأتي في سياق تسعى فيه الجزائر لإقناع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالموافقة على عقد القمة العربية على أراضيها هذه السنة. ويأتي هذا اللقاء بعد تجدد الهجمات على الأراضي السعودية والإماراتية من طرف جماعة "الحوثيين" في اليمن خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي تتهم الرياضُ وأبو ظبي طهرانَ بالوقوف وراءه من خلال توفير التمويل والأسلحة للمُهاجمين، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول تأثير هذه الخطوة على جولة تبون في منطقة الخليج، التي تأكد أنها ستشمل الكويت بعد قطر، خاصة وأنه كان يعول على الدعم الإماراتي لفكرة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية والتي ترفضها السعودية بشدة. ومن جهة أخرى، أعاد هذا اللقاء إلى الأذهان تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، خلال زيادته للمغرب في غشت الماضي، إذ قال، في ندوة صحافية بمدينة الدارالبيضاء، إن بلاده تتشارك مع المملكة "بعض القلق بخصوص دور الجزائر التي أصبحت أكثر قربا من إيران في المنطقة"، وهو الأمر الذي أثار غضب الجزائر التي اعتبرت تلك التصريحات بمثابة تهديدات وحمَّلت مسؤوليتها للرباط. وكان المغرب قد قرر قطع علاقاته الدبلوماسية نهائيا مع إيران، متحدثا عن استهداف أمنه ووحدته الترابية من طرف المربع المكون من طهرانوالجزائر و"حزب الله" اللبناني وجبهة "البوليساريو" الانفصالية، إذ تحدث وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حينها عن تسليح وتدريب عناصر الجبهة لاستهداف المغرب عبر عملية يتولى التنسيق فيها مسؤول في السفارة الإيرانيةبالجزائر.