تسارع الجزائر الخطى لإقناع ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية بالمشاركة في القمة التي أعلنت عن تنظيمها قبل متم السنة، وهو الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية المعين عبد المجيد تبون إلى العودة لمسلسل الرحلات واللقاءات ابتداء من اليوم السبت، حيث سيتوجه إلى قطر للاجتماع بأميرها تميم بن حمد آل ثاني على هامش مشاركته في قمة رؤساء دول وحكومات منتدى البلدان المُصدرة للغاز الذي ستحتضنه الدوحة. وقالت رئاسة الجمهورية الجزائرية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن تبون سيتوجه إلى قطر في زيارة تمتد ليومين بدعوة من الشيخ تميم بن حمد، مبرزة أنه سيشارك في القمة السادسة للدول المصدرة للغاز، لكنها تحدثت أيضا عن أن الزيارة تدخل في إطار "تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، ودفع أطر التعاون الثنائي قدما، بما يجسد متانة العلاقات وتجذرها بين قيادتي البلدين وشعبيهما". وتُعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للرئيس الجزائري المعين إلى بلد عربي منذ تأكيده، هذا الأسبوع، أن القمة العربية المؤجلة ستُعقد في "الربع الأخير" من سنة 2022، الأمر الذي فتح أمامه أبواب تحد كبير يتمثل في إقناع قادة الدول بالحضور إلى الجزائر في موعد لا يتماشى والمتفق عليه من طرفهم في ملحق ميثاق الجامعة العربية، الذي يُحدد موعد انعقاد القمم في شهر مارس من كل سنة. ووفق مصادر سياسية، فإن قطر، إلى جانب السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن، كانت من بين الدول التي عارضت بشدة انعقاد القمة العربية في الجزائر هذه السنة، بسبب قرار هذه الأخيرة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وعدم قيامها بتوجيه دعوة رسمية للمملكة كما تنص على ذلك ضوابط الجامعة العربية، بالإضافة إلى موقفها الداعم للرباط في قضية الصحراء المغربية التي تساند فيها الجزائر جبهة "البوليساريو" الانفصالية. وكان الرئيس الجزائري المعين قد عمل جاهدا على إقناع أمير قطر بتغيير موقفه، حين بعث له برسالة خطية عبر وزير الخارجية رمطان العمامرة، شهر يناير الماضي، والذي توجه أيضا إلى السعودية والإمارات ومصر حاملا رسائل مماثلة، في محاولة لإنهاء أصعب عقبتين تواجهان القمة، ويتعلق الأمر بالأزمة مع المغرب ورغبة الجزائر في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل وجرى الإعلان عن تأجيل القمة.