"مرحلتي انتهت"، هكذا علق رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران على مرحلته على رأس حزب العدالة والتنمية في تصريح لوسائل الإعلام عقب انتهاء أشغال الأمانة العامة للحزب أمس الخميس. خرجة إعلامية صدمت متتبعي الشأن السياسي المغربي، ليس في جوهرها لأنه كان واضحا للعيان أن بنكيران سيعتزل السياسية، لكن الطريقة التي أعلنها بها كانت صادمة، حسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي. المحلل السياسي حفيظ الزهري، يعتقد، في تصريح ل"الأيام 24"، أن حزب العدالة والتنمية أصبح يعيش أزمة داخلية صامتة بدأت بوادرها تظهر مع قرب انعقاد المؤتمر الوطني للحزب والذي جاء في إطار ظروف خاصة يمر منها حزب الخطيب بعد إعفاء أمينه العام عبد الإله بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة وتعويضه برفيقه سعد الدين العثماني. ويرى المحلل السياسي أن تعويض العثماني لبنكيران خلق انقساما في الحزب لتيارين، تيار متشبث ببنكيران ويطالب بولاية ثالثة له على رأس الحزب، على الرغم من أن القانون يمنع ذلك مما يعني المطالبة ضمنيا بتعديله، وتيار ثاني يحسب على رفاق العثماني. الزهري يضيف في تصريح ل"الأيام 24" أن أعضاء الأمانة العامة لحزب المصباح لم تتفق بعد على الشخصية الممكن ترشيحها لمنافسة عبد الإله بنكيران، لافتا النظر إلى أنه وفقا لقانون الحزب "ليس الشخص من يتقدم بالترشح لمنصب الأمين العام بل هناك لجنة داخلية من تقوم بتقديم الترشيحات، وبالتالي يصعب التكهن بمخرجاتها المؤتمر الوطني القادم للحزب نظرا لوجود ضبابية في مواقف العديد من القياديين ومناضلي العدالة والتنمية ".
وخلص المحلل السياسي إلى أن المحطة القادمة التي تنتظر حزب العدالة والتنمية المتمثلة في دورة المجلس الوطني المقبلة هي الأصعب، حيث يطالب العديد من أنصار بنكيران، حسب المتحدث ذاته، بتعديل قانون الحزب من ولايتين إلى ثلاث ولايات وهذا ما يعتبره أنصار عبد العزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن، بمثابة ردة عن الديمقراطية الداخلية للحزب وهذا ما سيعجل بمواجهة مباشرة قبل المؤتمر الوطني المقبل بين الطرفين، مضيفا أن الصراعات الداخلية قد تحول هذا الحزب إلى حزب عادي.