ما تزال اتفاقية التطبيع الإسرائيلي المغربي تثير الجدل في الداخل المغربي، حيث تجمع المئات، أمس السبت أمام مقر البرلمان بالرباط، حيث طالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" في سياق اليوم الوطني التضامني الثامن مع الشعب الفلسطيني بإسقاط ما يعتبروها اتفاقية التطبيع "المشؤومة".
وخرج المحتجون في أكثر من المدينة بالتزامن، ومن بين المدن التي شاركت في الوقفات التي عرفت مشاركة نشطاء سياسيين وحقوقيين من تيارات يسارية وإسلامية، الدارالبيضاء، ووجدة، وبركان، ومكناس، وطنجة، والعرائش، والخميسات، وفاس، وأكادير، وخريبكة، وأبي الجعد، وبني ملال، والمحمدية، والقنيطرة، وأزرو، وأزمور.
ونظمت الوقفات في سياق الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في 22 دجنبر 2020، إذ تؤكد الفعاليات الحقوقية في هذا الشأن أن "مكونات الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع مستمرة في نضالها ضد الاتفاقية المشؤومة، وتسعى لاستنبات المقاومة ضد تلك الاتفاقية المذكورة".
وفي وقت يرتفع صوت مناهضو التطبيع، أعلنت جمعيات مؤيدة للتطبيع عن تنظيم حفل للاحتفاء بذكرى استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، غدا الاثنين بالرباط، بإشراف من جمعية "مغرب التعايش"، وبحضور شخصيات دبلوماسية، من بينها القائمة بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، ألونا فيشر، وسفير الولاياتالمتحدة الأميركية بالرباط، بينيت تالوار.
ويتضمن الحفل، وفق المنظمين، ندوة بعنوان "المغرب وإسرائيل، شراكة متينة وتحالف استثنائي"، بالإضافة إلى حفل موسيقى بمشاركة فرق وفنانين من المغرب وإسرائيل.
وكانت الرباط وتل أبيب وواشنطن قد وقعوا، في 22 دجنبر 2020، إعلاناً تضمّن ثلاثة محاور، أولها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بينهما مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي، وثانيها الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي الطرفين و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة"، وثالثها "تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلّاق، إضافة لمواصلة العمل في مجالات التجارة والمالية والاستثمار، وغيرها من القطاعات الأخرى".