أمين الركراكي إذا كان وليد الركراكي قد تصدر واجهة الأحداث ونال نصيب الأسد من الاهتمام والإشادة بعد اللقاءين المميزين اللذين واجه خلالهما منتخبات كرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا، وهو أمر طبيعي مادام أن القائد دائما ما يكون في الصفوف الأمامية سواء خسر المعركة أو فاز فيها، فبالقدر التي يتلقى فيه التقريظ ينال التقريع أيضا.
كرة القدم لعبة جماعية ليس في أرض الملعب فقط بل خارجه أولا، فكل الخطط والاستراتيجيات الحربية والقتالية من دفاع وهجوم وكر وفر ومناورة وغيرها من المصطلحات التي تمْتح من القاموس العسكري، يقف خلفها جنود كثر بمهام مختلفة منها التغذية والتطبيب والتخطيط والإمداد والاستخبار عن أحوال العدو.
من هذا المنطلق، فإن الفوز الذي حققه أسود الأطلس على الشياطين الحمر والإسبان يرجع الفضل في جانب منه إلى المعطيات الغنية التي وفرها موسى الحبشي مسؤول الفيديو ضمن الطاقم التقني، حيث ساهم في تعطيل مفاتيح اللعب عند المنافس.
فموسى الحبشي البلجيكي من أصول مغربية، سبق له أن اشتغل مع المنتخب البلجيكي لأربع سنوات عمل خلالها على دراسة منافسيه بل كان أحد صناع الإنجاز التاريخي الذي حققوه في مونديال 2018 بروسيا حينما توج الشياطين الحمر بالميدالية البرونزية عقب الفوز على إنجلترا بهدفين دون رد في مباراة الترتيب.
خبرته بأسلوب عمل المدرب الإسباني وطريقة تفكيره ونقاط قوة المنتخب البلجيكي وضعفه كما خبرها من الداخل، شكلت كنزا ثمينا لوليد الركراكي وفريقه التقني للاشتغال عليها مهيئا لهم سبيل الانتصار على الشياطين الحمر ورد دين ظل ينتظر منذ 1994 في مونديال أمريكا.
التحق الحبشي بالطاقم التقني للمنتخب المغربي في مارس 2020 مفضلا عملا بدوام كامل وفرته له جامعة بلاده الأصلية على عمل بدوام جزئي مع الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، متوجا مسارا مهنيا جمع فيه بين تدريب الفئات الصغرى وتحليل الفيديو.
بدأ مساره المهني مكتشفا للمواهب في نادي أجاكس الهولندي ثم انتقل إلى نادي لوكرين البلجيكي مدربا لفريق الشباب، ومنه إلى نادي أندرلكت بالصفة ذاتها قبل أن يغير الوجهة سنة 2009 باختياره تحليل الفيديو مع نادي إف سي بروكسيل، وهما المهمتين اللتين ظل يتأرجح بينهما في تنقله بين أندية بريخوت والشباب السعودي وجنك البلجيكي والزمالك المصري وأندرلكت آخر محطة له قبل العودة إلى بلاده الأم.