فجر تحقيق صحفي لجريدة " إندبندنت" البريطانية، "فضيحة قوية" داخل الأوساط الأمنية الإسبانية التي كشفت نتائج التحقيق تورطها في مقتل 23 طالب لجوء من جنوب الصحراء خلال أحداث مليلية المأساوية. وذكرت الصحيفة البريطانية التي اعتمدت في تحقيقها على شهادات مصورة لضحايا الاختراق، " أن مئات من طالبي اللجوء بدأوا بالسير في يونيو المنصرم نحو السياج الفاصل عن مليلية المنطقة التي تحتلها إسبانيا،وكان من بين الزاحفين نحو السياج "علي"، وعدد من السودانيين طالبي اللجوء السياسي من أمثاله. وأورد المصدر ذاته أن " علي سبق وأن قضى فترة مأساوية بليبيا حيث كان محتجزا في مناطق مخصصة للمهاجرين غير الشرعيين، إذ يقول " قررنا التحرك مبكرا، لأنه لو حدث أمر سيئ فسيراه كل العالم". غير أن الأحداث التي تلت بعد المحاولة ظهرت وكأنها الأكثر دموية في تاريخ الحدود الأوروبية". وأضافت الصحيفة ذاتها "فقد قُتل على الأقل 23 لاجئا ولا يزال هناك 77 مجهولي المصير. ويُعتقد أن الطريقة الوحشية التي تصرفت بها الشرطة الإسبانية واستخدام الغاز المسيل للدموع بشكل "مفرط"، كان سببا في زيادة أعداد الموتى والجرحى. ولم يحصل الجرحى على مساعدة طبية في الساعات التي تلت الحادث". وتابعت نتائج التحقيق، " أن إسبانيا حاولت التحلل من مسؤولية القتل، إذ أكد وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلسكا، أن لا عمليات قتل حدثت على التراب الإسباني، لكن اللقطات التي لم تنشر من قبل، وصوّرتها غرف التحقيق الاستقصائي في "لايت هاوس ريبورتس"، بشراكة مع صحيفة "إلبايس الإسبانية"، و"دير شبيغل الألمانية" و"لوموند الفرنسية"، تظهر كيف وجد الذين وصلوا موقع المراقبة الحدودي "باريو تشينو"، أنفسهم وسط تدافع قاتل حصل داخل الأراضي الإسبانية. واعترف لأول مرة مسؤول إسباني بارز فضل حجب هويته، خلال التحقيق الذي أجرته الصحيفة سالفة الذكر، " أنه من الممكن أن يكون قد حصلت عمليات قتل داخل الأراضي الإسبانية". هذا وسبق أن واصل وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، نفيه وقوع ضحايا داخل التراب الإسباني خلال عملية تفرقة اللاجئين، إذ قال " الأحداث وقعت بشكل رئيسي في الأراضي المغربية بالتحديد في مدينة الناظور".