Anadolu Agency قالت الأممالمتحدة إن علاء عبد الفتاح ضمن عدد من المصريين "المحرومين تعسفيا من حريتهم". يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن إثارة مسألة حقوق الإنسان في مصر التي يزورها للمشاركة في مؤتمر الأطراف "كوب27" حول المناخ. وأفاد مسؤول رفيع الصحافيين بأن بايدن سيعقد اجتماعاً ثنائياً مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته القصيرة الجمعة إلى مصر. وأعرب المسؤول عن قلق البيت الأبيض حيال قضية الناشط المصري المسجون علاء عبد الفتاح و"التقارير الواردة عن حالته الصحية، وقد أثرنا المخاوف بشكل متكرر مع الحكومة المصرية حول قضيته وظروفه في السجن". من جانبه، حثّ المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة مصر على الإفراج الفوري عن الناشط المصري البريطاني الذي يعدّ من أبرز وجوه "ثورة 25 يناير" التي أطاحت بنظام حسني مبارك. وقال فولكر تورك إن حياة علاء "في خطر شديد" بعدما صعّد إضرابه عن الطعام وتوقف عن شرب الماء. * علاء عبدالفتاح: شقيقة الناشط المصري تنهي اعتصامها في بريطانيا، وتعلن حضور قمة المناخ * علاء عبد الفتاح: لماذا يعتبر البعض الناشط المصري البارز رمزا إلى الآن؟ وبدأ علاء الإضراب عن الطعام في أبريل/نيسان، احتجاجاً على رفض السلطات المصرية السماح للقنصلية البريطانية بزيارته. كُثفت الضغوط على مصر الثلاثاء للإفراج عنه، فبعد باريسولندن، انضمت الأممالمتحدة وبرلين إلى الأصوات التي ارتفعت لكي لا يترك لمصيره. ووجه المستشار الألماني أولاف شولتس نداء للإفراج عن علاء من شرم الشيخ قائلاً: "ينبغي أن يكون هناك قرار، لابد أن يكون الإفراج عنه ممكنا حتى لا ينتهي اضرابه عن الطعام بالموت". وقالت شقيقة علاء، سناء سيف: "كل ما نعرفه أن علاء توقف عن شرب الماء منذ 50 ساعة. لا نعرف مكانه ولا نعرف إن كان على قيد الحياة". وقالت، في مؤتمر صحافي خلال قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ: "انتظرت والدتي خارج بوابات السجن لمدة 10 ساعات أمس للحصول على رسالتها الأسبوعية. لم يعطوها أي رسالة. عادت إلى تلك البوابات الآن". وأضافت: "طلبت من السلطات البريطانية أن تزودنا ببعض الأدلة على أن علاء حي وواع. لم أحصل على أي رد". * قمة المناخ والرئيس السيسي: تأييد وإشادات تقابلها سخرية وانتقادات ودعوات للإفراج عن علاء عبد الفتاح وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال اجتماع مع الرئيس السيسي في شرم الشيخ يوم الاثنين، على "قلقه العميق" بشأن قضية علاء، وقال إنه "يأمل أن يرى حلاً في أقرب وقت ممكن"، بحسب متحدث باسم داونينغ ستريت. وقالت سناء أيضاً إنها قلقة للغاية من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي يترأس المؤتمر والرئيس السيسي. Getty Images شقيقة علاء عبد الفتاح منى سيف خلال تظاهرة أمام وزارة الخارجية البريطانية في لندن وقال شكري لشبكة سي ان بي سي، يوم الإثنين، إن سلطات السجن تزود علاء "بالرعاية الصحية والرعاية المتوفرة لجميع النزلاء"، في حين قال الرئيس الفرنسي إن السيسي أكد له أن مصر "ملتزمة بأن صحة علاء عبد الفتاح محفوظة". وقالت سناء: "هل يطعمون أخي قسراً الآن؟ هل هو مقيد بالأصفاد في سرير ويخضع للعلاج عن طريق الوريد رغماً عنه. هذا ما يبدو عليه الأمر بالنسبة لي". وتابعت: "إذا كان هذا هو الحال، فقد سقط في كابوس أسوأ مما كان عليه بالفعل". وأضافت: "نحن نعلم أنهم سعداء بموته. الشيء الوحيد الذي يهتمون به هو ألا يحدث هذا بينما العالم يراقب". كما صرح شكري بأن الإجراءات القانونية "لم يتم استكمالها بعد" لمصر للاعتراف بالجنسية البريطانية المزدوجة لعلاء والتي حصل عليها في ديسمبر/كانون الأول الماضي من خلال والدته، ليلى سويف، المولودة في لندن. وحثت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، في بيان صدر في جنيف، الحكومة المصرية على "الإفراج الفوري عن عبد الفتاح من السجن وتزويده بالعلاج الطبي اللازم". وقال تورك: "عبد الفتاح في خطر كبير. إضرابه عن الطعام يعرض حياته لخطر شديد"، واصفاً إياه بأنه واحد من عدد من الأشخاص في مصر الذين "حُرموا تعسفياً من حريتهم". لكن تعليقاته لم تقتصر على قضية الناشط المصري البريطاني فقط. وقال: "إنني أدعو السلطات المصرية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفياً، بمن فيهم المحتجزون على ذمة المحاكمة، فضلاً عن المدانين ظلماً". وأضاف: "لا يجوز اعتقال أي شخص بسبب ممارسته حقوقه الإنسانية الأساسية". وقال ممثل وزير الخارجية المصري، وائل أبو المجد، لبرنامج "نيوزآور" على بي بي سي: "القنوات الدبلوماسية والقنصلية... مفتوحة بين مصر والمملكة المتحدة في ما يتعلق بهذه الحالة بالذات. كما أننا نتعامل مع منظومة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان". Reuters توجهت سناء سيف إلى شرم الشيخ للقيام بحملة دفاعاً عن شقيقها علاء. وظهر علاء (40 عاماً)، وهو أب لطفل، لأول مرة خلال انتفاضة 2011 في مصر، التي أجبرت الرئيس حسني مبارك على الاستقالة. ومنذ وصول السيسي إلى السلطة في عام 2014 بعد أن قاد عملية الإطاحة العسكرية بمبارك المنتخب ديمقراطياً، أمضى عبد الفتاح معظم الوقت في السجن أو لدى الشرطة. وفي العام الماضي، أدين ب "نشر أخبار كاذبة" في منشور على فيسبوك وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات. ووصفت جماعات حقوق الانسان التهمة بالباطلة والمحاكمة بالصورية. وفي أبريل/نيسان، قالت عائلته إنه بدأ إضراباً جزئياً عن الطعام، مستهلكاً 100 سعر حراري كحد أقصى في اليوم. وفي الأسبوع الماضي، أخبر أقاربه أنه سيشرب الماء فقط حتى يوم الأحد، عندما يبدأ مؤتمر المناخ، وبعد ذلك سيتوقف حتى عن ذلك.