أسدل وزراء الخارجية العرب الستار على اجتماعهم "العاصف" بالجزائر في إطار الاجتماع التحضيري ماقبل لقاء القادة بوم غد الثلاثاء. إذ حمل الوزراء خلال اجتماعهم ملفات ثقيلة لكل منهم فيها شأن وغرض، فالمغرب الذي يراهم على تضمين بنود في البين للقمة تدين السلوك الإيراني في المنطقة العربي، قد نجح في ذلك وفق ما أفادت به ضمنيا تصريحات رسمية للجامعة العربية، مفادها أنه تم التوصل إلى توافقات بشأن جميع الأمور التي جرت مناقشتها. ويبدو أن المغرب أفلح في تحصيل نقاط دبلوماسية تتمثل إدراج ملف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية و تسليحها تنظيمات إرهابية مثل البوليساريو بالدرونات ضمن جدول أعمال القمة العربية رغم اعتراض جزائري.
وتفاعلا مع الموضوع، يقول عبد الحفيظ السعيدي الباحث في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المغرب حدد شروطه المسبقة في ما يخص مشاركته في القمة، خاصة ما يرتبط بملف الصحراء، وهنا تلقتي الرؤية المغربية العربية ولا سيما الخليجية في مسألة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة العربية حيث تمد أدرعها في الشرق الأوسط والخليج وصولا إلى المغرب الكبير مستغلة في ذلك تقاربها السياسي مع أنظمة عربية على غرار السوري والجزائري.
وتابع في تصريحه ل"الأيام 24″ أن المسألة المهمة اليوم في الملف هو تأكيد المغرب على ثبوت العلاقات الملتبسة بين إيران وجبهة البوليساريو عن طريق الجزائر، وهذا ما دفع المملكة إلى الإصرار على أن يتضمن لبيان الختامي بنودا صريحة تدين الأفعال الإيرانية، إضافة إلى أن خطوة الإدانة ستكون ضربة دبلوماسية محددة من المغرب إلى الجزائر باعتبار الأخيرة على علاقة توافق مع النظام الإيراني.
وسبق أن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب تسليح طهران لجبهة "البوليساريو"، إلى جانب دعمها من خلال التداريب الميدانية؛ لكنها انتقلت الآن إلى مستوى متطور يتمثل في تزويد "البوليساريو" بطائرات حربية مسيرة"، يشير الباحث في العلاقات الدولية إلى أن "النفوذ الإيراني سيتزايد بمنطقة شمال إفريقيا بسبب الوجود الإسرائيلي بالمغرب، بعد توقيع الاتفاق الثلاثي؛ لأن طهران تعتبر تل أبيب عدوتها الدائمة"، مبرزا أن "التعاون العسكري المتميز بين المغرب وإسرائيل دفع إيران إلى تسليح "البوليساريو" لمواجهة التحالف المشترك بين تل أبيب والرباط".
ويتهم المغرب إيران بتسليح "البوليساريو" بأسلحة متطورة بينها طائرات مسيّرة، لافتاً إلى أن طهران و"حزب الله" اللبناني انتقلا الآن من التدريب إلى تسليح الجبهة الانفصالية، "وهو أمر خطير جداً، إذ بعدما عملا على زعزعة استقرار اليمن وسوريا والعراق يعملان الآن على زعزعة استقرار منطقتنا".
تسليح البوليساريو
وكان عضو الأمانة العامة للجبهة الانفصالية، عمر منصور، قال خلال زيارته الشهر الماضي لموريتانيا، إن "البوليساريو" تعتزم استعمال طائرات مسيّرة مسلحة ضد الجيش المغربي المرابط على طول الجدار الأمني المغربي في الصحراء.
وكان المغرب قرر في الأول من ماي 2018 قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، وطلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعاء سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء، إذ أعلن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حينها أن الجمهورية الإيرانية تقدم دعماً "مالياً ولوجستياً" لجبهة "البوليساريو" عن طريق "حزب الله" اللبناني الذي يوفر أيضاً تدريبات عسكرية للجبهة.