BBC يدعم ما يقرب من ثلاثة أرباع البالغين في بريطانيا استخدام الفيفا - أي الاتحاد الدولي لكرة القدم - عائدات كأس العالم في قطر لتعويض العمال الذين عانوا خلال التحضير للبطولة التي ستقام في قطر، وذلك بحسب استطلاع رأي جديد لمنظمة العفو الدولية. والاستطلاع الذي أجرته شركة يوغوف - وهي شركة تحليل بيانات بريطانية - وجد أن 70 في المئة يرغبون في أن يتحدث الفيفا علنا عن قضايا حقوق الإنسان المرتبطة بالحدث المرتقب. وفي وقت سابق من العام حثت المنظمة الحقوقية الفيفا على إنشاء "صندوق تعويضات"، بقيمة لا تقل عن 350 مليون جنيه استرليني، للعمال الذين عانوا من "انتهاكات حقوقهم الإنسانية". وتعادل القيمة المقترحة قيمة صندوق الجوائز المالية الخاص بكأس العالم 2022. * اتهامات لقطر بعدم الإبلاغ عن وفيات العمال جراء حرارة الخليج القاتلة * كأس العالم 2022: كرة القدم مدينة للعمال المهاجرين في قطر - الغارديان وتقول منظمة العفو الدولية إنه يتوقع أن يحقق الفيفا ما يقدر بخمسة مليارات جنيه إسترليني من المسابقة. وترجح التقديرات أن ما يصل إلى 30 ألف عامل أجنبي شارك في بناء سبعة ملاعب خاصة بالمونديال القطري، بالإضافة إلى بناء مطار جديد ومترو جديد وطرق جديدة. وإلى جانب ذلك، تقول منظمة العفو الدولية إنه منذ عام 2010 واجه مئات الآلاف من العمال المهاجرين انتهاكات لحقوق الإنسان، خلال توظيفهم لبناء بنى تحتية ضرورية من أجل استضافة المونديال، بالإضافة للملاعب. وشمل استطلاع الرأي الأخير 17 ألف شخص بالغ في 15 دولة، ورجحت نتيجته موافقة ما يقرب من 73 في المئة على استخدام عائدات كأس العالم من أجل تعويض العمال. وجاء النتيجة في بريطانيا 74 في المئة من أصل 2183 يساندون هذه الفكرة. ويقول ستيف كوكبرن، رئيس قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: "الوقت أوشك على النفاد، فلم يتبق سوى 50 يوما على انطلاق المنافسات. هذه النتائج ترسل رسالة واضحة لقيادات كرة القدم. لقد توحد الناس حول العالم في رغبتهم لرؤية الفيفا يتخذ المبادرة ويُعدل السياسات من أجل العمال المهاجرين الذين عانوا في قطر. ويأمل الناس في أن تتخذ اتحاداتهم الكروية مواقف أكثر حزما". وأضاف كوكبرن: "لا يمكن محو الماضي، ولكن إطلاق برنامج تعويضات هو طريقة واضحة وبسيطة لكي يقدم الفيفا وقطر على إجراء تصحيحي، على الأقل، من أجل مئات الآلاف من العمال المهاجرين الذين ساهموا في جعل هذه البطولة ممكنة". Getty Images انتقد لاعبو منتخبات أوروبية ما وصفوه بانتهاكات في حقوق الإنسان طالت عمال كأس العالم في قطر وقال الفيفا، في بيان لبي بي سي سبورت: "قد لا يكون المشاركون في الاستطلاع الأخير على دراية كاملة بالتدابير التي نفذها الفيفا وشركاؤه في قطر في السنوات الأخيرة لحماية العمال. وقد جاءت هذه التطورات إلى حد كبير نتيجة لإقامة كأس العالم في البلاد". وتابع البيان: "يشمل ذلك أيضا ممارسة الضغط على الشركات عند الحاجة لضمان مداواة العمال المشاركين في الاستعدادات لكأس العالم. وتم تعويض العمال بأشكال مختلفة حين فشلت الشركات في التمسك بالمعايير". كما أضاف بيان الفيفا: "سيواصل الفيفا جهوده لعلاج العمال الذين ربما تأثروا سلبا بسبب العمل المرتبط بكأس العالم وفقا لسياسته في مجال حقوق الإنسان". ورفض الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم التعليق، وقد كان الاتحاد الإنجليزي ضمن مجموعة عمل تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم - يويفا - التي زارت قطر وناقشت طلبات عدة جمعيات، بما في ذلك العفو الدولية، من أجل تعويضات إضافية من المنظمين. وفي بيان للاتحاد الإنجليزي في ذلك الوقت، فإنه ساند فكرة إنشاء مركز للعمال المهاجرين، ووافق على "مبدأ أن أي إصابة أو وفاة في أي موقع عمل يجب أن تعوض". وعلمنا أن مجموعة العمل أرسلت للفيفا، هذا الأسبوع، للتعرف على مستجدات قضية التعويضات. وكان مهاجم المنتخب الإنجليزي، هاري كين، قال إنه يرغب في "تسليط الضوء" على قضايا حقوق الإنسان في قطر، وإنه تواصل مع قادة المنتخبات الدولية حول ما إذا كان من الممكن عمل نوع من التظاهرة الجماعية في هذا الصدد. وكان لاعبو منتخبات النرويج وهولندا وألمانيا قد اعترضوا في السابق بشأن مزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان في قطر. وتبدأ بطولة كأس العالم 2022 فيقطر في 20 نوفمبر /تشرين الثاني المقبل.