قالت المؤرخة الفرنسية صوفي بسيس، إن استقبال قيس سعيد، الرئيس التونسي، لزعيم جبهة البوليساريو، "بلا شك، هو نتيجة لتأثير جزائري، حيث اقترب قيس سعيد من الجزائر بطريقة غير مسبوقة منذ وصوله للسلطة في عام 2019". وأضافت بسيس، وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أن تونس "واجهت منذ استقلالها، خاصة منذ سنة 1962، تاريخ استقلال الجزائر، محاولة هذه الأخيرة الرامية إلى إدخالها إلى منطقة نفوذها".
"الترحيب بإبراهيم غالي بالطريقة التي توحي بأنه ''رئيس دولة'' هو ما أثار حفيظة الرباط" توضح المؤرخة الفرنسية مشيرة أنه "لو كان قيس سعيد قد اكتفى بإرسال ممثل عن وزارة الخارجية للترحيب بزعيم جبهة البوليساريو، لكان رد الفعل المغربي أقل حدة، لكن هذا الترحيب هو أكثر إثارة للدهشة لأن تونس، لم تعترف أبدا بالجمهورية الصحراوية".
من جهته أكد الباحث يوسف الشريف، مدير مركز جامعة كولومبيا في تونس، أن المصالح الإستراتيجية لتونس أقرب إلى الجانب الجزائري، منها إلى الجانب المغربي، مردفا أنه "يلاحظ أن إشارات التقارب بين تونسوالجزائر العاصمة تضاعفت مؤخرا".
"وافقت الجزائر في 15 يوليوز الماضي، على إعادة فتح حدودها المشتركة، حيث إن إغلاقها منذ وباء كوفيد شكل نقصا كبيرا في تونس، التي استقبلت ما يقرب من 3 ملايين سائح جزائري في سنة 2019، كما ساعدت الجزائر جارتها أثناء الوباء من خلال تزويدها بالأكسجين ودعمتها مؤخرا في مكافحتها للحرائق" يضيف مدير مركز جامعة كولومبيا في تونس.
وتجدر الإشارة، إلى أنه بجُملة من عبارات الأسف والاستنكار، انتقدت جُملة من الشخصيات التونسية البارزة، الخُطوة التي أقبل عليها رئيس البلاد، قيس سعيد، عقب استقباله لإبراهيم غالي، زعيم جبة البوليساريو، على هامش انعقاد منتدى التعاون الياباني الأفريقي "تيكاد"؛ فيما وصف تونسيون آخرون، خلال مواقع التواصل الاجتماعي، موقف الرئاسة التونسية بكونه "خطأ ديبلوماسي شنيع".