وجه زعيم "البوليساريو" ابراهيم غالي، رسالة شكر للرئيس التونسي قيس سعيد، أعرب له فيها على شكره وتقديره على ما وصفه ب"حرارة الاستقبال"، عقب مشاركته في منتدى "تيكاد 8" الذي احتضنته تونس يومي السبت والأحد الماضيين، وكان قد استقبله قيس سعيد استقبالا رسميا وكأنه رئيس دولة معترف بها دوليا. وبعد أن كال المديح للرئيس التونسي على خطوة استقباله، قال زعيم "البوليساريو" في رسالته " إننا نستبشر خيراً بأن حضورنا إلى تونس سيفتح الآفاق الواعدة أمام تعزيز علاقات الأخوة والصداقة والتعاون بين الشعبين الشقيقين في تونس والصحراء الغربية". وقد فتح هذا الكلام من زعيم الجبهة الانفصالية العديد من التساؤلات حول ما إذا كان قد تلقى وعودا من قيس سعيد بتطوير العلاقات بين تونس وما تُسمى ب"الجمهورية العربية الصحراوية" التي يوجد مقرها في صحراء تندوف بالجزائر. وظهر في الفيديوهات التي نشرتها الرئاسة التونسية، استقبال قيس سعيد لزعيم "البوليساريو"، في المطار، ثم بعد ذلك جمعهما لقاء داخل إحدى القاعات، لكن لم يتم الكشف عن فحوى الحديث الذي جرى بين الرئيس التونسي، وزعيم الجبهة الانفصالية. وفي الوقت الذي أثارت خطوة قيس سعيد غضبا عارما لدى المغرب الذي أعرب عن استنكاره لهذه الخطوة غير المسبوقة تُجاه قضية الصحراء واستدعى سفيره في تونس للتشاور، فإن جبهة "البوليساريو"، أشادت على نطاق واسع بما قام به الرئيس التونسي، وقد تقاسمت معها هذه الإشادة العديد من المنابر الإعلامية الجزائرية. واعتبرا الكثير من المتتبعين لقضية الصحراء، أن ما حدث يوم الجمعة 26 غشت الجاري في مطار قرطاج، هو بداية لأزمة دبلوماسية بين تونس والرباط، يصعب معها التكهن بالمآل الذي ستنتهي إليه، خاصة بعد استدعاء البلدين سفيريهما للتشاور. وعلى عكس الأزمة بين المغرب وإسبانيا التي كان قد وقف وراءها زعيم "البوليساريو" نفسه، فإن الأزمة بين تونس والمغرب قد تتخذ منحى يتسم بالجمود والبرود، في ظل عدم وجود روابط جغرافية بين البلدين، وضعف المبادلات التجارية التي لا تتجاوز المليار دولار في السنة. وتبقى الأنظار متوجهة أكثر إلى تونس في هذه الأزمة، لمعرفة التطورات القادمة في هذه القضية، هل سيقف موقف تونس من قضية الصحراء عند حد هذا الاستقبال، أم سيتطور الوضع إلى ما هو أكثر من ذلك.