تتجه إسبانيا إلى التقليل بشكل أكبر من واردتها للغاز القادمة من الجزائر، وتعويضه بالغاز الأمريكي، بحسب ما كشفته تقارير إعلامية، حيث تشير المعطيات إلى حدوث تغير في نسق استيراد الغاز من الجزائر. أرقام لشركة إنغاز التي تدير شبكة الغاز الإسبانية، فقد تم تسجيل انخفاض في منسوب الغاز الجزائري المتوجه إلى إسبانيا بنسبة 42 في المئة في الفترة الممتدة من يناير إلى يوليو الماضي، وذلك في سياق الأزمة بين البلدين بعد إعلان حكومة بيدرو سانشيز دعمها الصريح للمغرب في مقترحه للحكم الذاتي في الصحراء المغؤربي الذي ينهي عقودا من النزاع المفتعل.
وكشفت صحيفة "ذي أوجكتيف" الإسبانية أن الولاياتالمتحدة الأميركية من المقرر أن تصبح مورد الغاز الرئيسي لإسبانيا، كما ارتفعت واردت إسبانيا من الغاز الروسي بنسبة 15 في المئة. مضيفة أن واشنطن رفعت من صادرات الغاز لإسبانيا، بحصة قدرها 32.9٪، أي بما يقرب من 10 نقاط أكثر من الجزائر.
يذكر أنه خلال العام الماضي، اشترت إسبانيا 64،534 غيغاوات من الغاز الجزائري، أي 24 في المئة من حاجياتها مقارنة ب48.8. حيث كان يتم تسليم شحنات الغاز لإسبانيا من قبل شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة سوناطراك عبر خط أنابيب ميدغاز البحري الذي يربط مباشرة البلدين.
وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت في يونيو الماضي تعليق "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" التي أبرمت عام 2002 مع إسبانيا بعد تغيير موقفها في ملف الصحراء المغربية. وغداة التحول في موقف مدريد، استدعت الجزائر سفيرها لدى إسبانيا وأعلنت شركة المحروقات الوطنية سوناطراك رفع أسعار الغاز الذي تسلمه الجزائر لإسبانيا.