استجابت الحكومة الإسبانية، لطلبات نظيرتها الجزائرية، إذ طلبت وزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي الإسبانية من شركة "إنغاز"، بصفتها المشرفة على منظومة الغاز الإسباني، إنشاء نظام يسمح بتوضيح مصدر الغاز الذي يصل إلى إسبانيا حتى لا يتم تصدير الغاز من أصل جزائري إلى المغرب.
وفي هذا الصدد، أوردت تقارير إسبانية، أن شركة "إنغاز"، بدأن العمل على نظام جديد يسمح بإظهار منشأ الغاز الذي يصل إلى إسبانيا، بناء على أوامر جديدة من وزارة التحول البيئي الإسبانية، مشيرة إلى أن حكومة سانشيز تريد بذلك التأكيد على مصدر الغاز الذي يدخل البلاد، في خطوة لإرضاء الجزائر التي حذرت من إرسال غازها إلى المغرب.
وبموجب اتفاق مع إسبانيا، سيبدأ المغرب شراء الغاز المسال من السوق الدولية، ونقله إلى إسبانيا قبل أن ينقله إلى أراضيه عبر الأنبوب المغاربي.
ويسمح نظام "المنشأ" الإسباني الجديد بمعرفة مصدر الغاز الذي يشتريه المغرب قبل نقله عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، من قبل الشركة الإسبانية المشرفة على قطاع الغاز في البلاد "إنغاز".
وقالت مصادر من الشركة للمصادر ذاتها، إنه "من أجل توفير الشفافية وضمان منشأ ووجهة الغاز الطبيعي المسال الذي يتعاقد عليه المغرب في الأسواق الدولية، أمرت الحكومة الإسبانية الشركة بالعمل في أسرع وقت ممكن على نظام ضمانات المنشأ هذا".
وقررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب. إذ ستكون الرباط قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى إسبانيا حيث يتم إعادة تحويله إلى غاز قبل نقله إلى المغرب عبر خط الأنابيب.
وهدّدت الجزائر بفسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا إلى أعادت تصديره للمغرب. حيث قالت وزارة الطاقم والمناجم الجزائرية في بيان إن "أيّ كمية من الغاز الجزائري مصدّرة إلى إسبانيا تكون وُجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستُعتبر إخلالاً بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان".
ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية. ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر ميدغاز الذي يربط بين البلدين مباشرة.