يتجه المغرب للرفع من طاقته الإنتاجية من الأسمدة بأكثر من 50 بالمائة، لتلبية الطلب العالمي على هذه المادة الضرورية للحياة النباتية والحيوانية والبشرية، خاصة بعدما أوقفت الصين، أكبر منتج للأسمدة في العالم، صادراتها تلبية لاحتياجاتها الداخلية. ووفق موقع "ميدل إيست آي"، فإن المغرب الذي يتوفر على 70 بالمائة من احتياطي الفوسفاط في العالم، يطمح لغزو السوق العالمية، من خلال زيادة إنتاجه من الفوسفاط. ونقل الموقع عن مصدر مسؤول في OCP قوله: "في السنوات الأربع المقبلة، يمكن أن تزيد الطاقة الإنتاجية بأكثر من 50 بالمائة".
وأضاف ذات المصدر، أن البرازيل التي كانت تعتمد بشكل كبير على الأسمدة الروسية، قد اتجهت أيضًا إلى المغرب لزيادة وارداتها من الأسمدة، مشيرا إلى أن وزير الزراعة البرازيلي "ماركوس مونتيس" زار الرباط في ماي الماضي، والتقى المدير العام لOCP مصطفى التراب، حيث جرى الإعلان عن مشروع مصنع لمعالجة الفوسفاط المغربي في البرازيل.
في السياق ذاته، وأياما قليلة بعد زيارة الوزير البرازيلي للمغرب، سافر نائب وزير الفلاحة الياباني "تاكيب أراتا" إلى المغرب لطلب كمية كبيرة من الفوسفاط المغربي، وقال للصحفيين يوم 16 ماي، إن "المغرب قوة فوسفاتية عالمية ولهذا السبب فإن بلدي مهتم باستيراد كمية كبيرة من الأسمدة".
ووفق مصادر، فالحكومة البنغلاديشية وافقت على استيراد 40 ألف طن من الأسمدة من المكتب الشريف للفوسفاط، الذي عمل من خلال فروعها الإفريقية ال12 على توسيع نفوذها بشكل متزايد في القارة، إذ تعتزم بناء مصانع جديدة في السنوات القادمة.
وبحسب صحيفة "ميدل إيست آي" فقد وجهت المجموعة 550 ألف طن من الأسمدة، 20 بالمائة من انتاجها إلأى البلدان الإفريقية على شكل تبرعات أو مبيعات بأسعار مخفضة. وقد جاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة من التبرع ب15 ألف طن لرواندا، حيث ستفتتح المجموعة المغربية مصنعا في عام 2023 بالشراكة مع حكومة "بول كاغامي".
من جهته، قال وزير الزراعة الرواني، "جيراردين موكيشيمانا"، خلال مقابلة مع صحيفة نيو تايمز المحلية، "نحن محظوظون لأن أصدقائنا في OCP قد تبرعوا ب 15000 طن من سماد DAP، ثنائي فوسفات الأمونيوم، أحد المنتجات التي تسوقها OCP".
نفس السيناريو في النيجر، حيث ترأس نائب رئيس المجموعة لغرب إفريقيا محمد الحتيتي وفداً في يونيو، وتم الإعلان خلال هذه الزيارة إلى النيجر عن مشروع لبناء مصنع لإنتاج الأسمدة.
وشهدت مبيعات المكتب الشريف للفوسفاط نموا كبيرا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، حيث حقق المكتب رقم معاملات بنسبة 77 في المائة بأكثر من 25.3 مليار درهم في الفصل الأول من عام 2022، كما تضاعفت صادرات الفوسفاط ومشتقاته تقريبا إلى أكثر من 36.14 مليار درهم برسم الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية مقابل 18,19 مليار درهم متم أبريل 2021.