يقود مصطفى التراب ثورة رقمية في مجموع الوحدات الصناعية والمنجمية التابعة لمجموعة "OCP"، استعدادا للتحولات التي يشهدها قطاع صناعة استخراج الفوسفاط في العالم، والطلب المتزايد على الأسمدة المخصبة للأراضي الزراعية. وتشمل الخطة الإستراتيجية الرقمية للمجمع الشريف للفوسفاط استثمار البيانات الضخمة الخاصة بسلسلة إنتاج الفوسفاط والأسمدة، وتوظيفها من أجل رفع تنافسية المنتجات الفوسفاطية المغربية في السوق العالمي. وشرع الرئيس المدير العام للمجموعة في توظيف تكنولوجيا "الواقع الافتراضي المعزز" في محاكاة الواقع داخل الوحدات الصناعية التابعة لمجموعة OCP بكل من الجرف الأصفر وآسفي وبوكراع، إلى جانب باقي المدن المغربية التي تحتضن أنشطة المجمع الشريف للفوسفاط. وقال أمين كاف، نائب الرئيس المشرف على منصة الجرف الأصفر، إن نسبة الرقمنة في مجموع الوحدات الصناعية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بلغت 80 في المائة، وستتواصل بشكل مضطرد. وأكد المسؤول بمنصة الجرف الأصفر، خلال لقاء صحافي، أن هذا الاختيار التكنولوجي يتزامن مع الخطط التي وضعها OCP من أجل رفع القدرات الإنتاجية الوطنية من الأسمدة، والتي يرتقب أن تصل إلى 12 مليون طن مع حلول السنة المقبلة، ونحو 18 مليون طن سنة 2015. نائب الرئيس المشرف على منصة الجرف الأصفر أبرز القدرات الإنتاجية للجرف الأصفر تعززت في الأسابيع القليلة الماضية بانطلاق العمليات الصناعية في المصنع المندمج الثالث لإنتاج الأسمدة بمنصة الجرف الأصفر، والذي سيمكن من رفع قدرات الإنتاج، التي انتقلت من 4.5 ملايين طن سنويا سنة 2010 إلى 8 ملايين طن سنويا سنة 2014، ومن المتوقع أن تصل إلى 12 مليون طن سنويا سنة 2018 بعد انطلاق عملية الإنتاج بشركة الجرف للأسمدة 4 (JFC4). ويتكون المصنع الجديد، المندمج كليا في المنصة الصناعية للجرف الأصفر، من خط للأسمدة بإمكانه إنتاج مليون طن من مكافئ DAP سنويا، من خط لحامض الكبريت بطاقة تصل إلى 1،4 مليون طن سنويا، وخط للحامض الفوسفوري بطاقة تصل إلى 450000 سنويا. كما يتوفر المصنع على محطة حرارية بطاقة 62 ميغاواط. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر شركة الجرف الأصفر 3 على بنيات تحتية للتخزين بطاقة 200000 طن من الأسمدة، وهو ما يمثل شهرين من الاكتفاء الذاتي. وتطلب إنشاء شركة الجرف الأصفر 3 حوالي 1،3 مليون يوم شخص واستثمار حوالي 5،2 مليارات درهم. وبفضل تشييده في قلب منصة الجرف الأصفر، يتوفر المصنع على جميع المواد الأولية التي يحتاجها، كالفوسفاط والكبريت والأمونياك، بفضل خط أنبوب نقل لباب الفوسفاط، وكذا مختلف الاحتياجات الأساسية كالكهرباء والماء والمواد الأولية. وأكد المسؤولون في المجموعة أن كل مشروع تنفذه OCP يساهم في إغناء خبرتها ويمكنها من إحراز التقدم في جميع المجالات. كما يعكس المصنع الجديد الذي يعتبر ثمرة للذكاء الجماعي للفرق التشغيلية الديناميكية الإدارية المعتمدة من طرف مجموعة OCP. ويضيف المسؤولون ذاتهم: "في ما يتعلق بشركة الجرف الأصفر 3، استفاد المصنع من الخبرة التي اكتسبتها المجموعة بمشروع مركب إفريقيا للأسمدة (AFC) وشركة الجرف للأسمدة 2. وفي الواقع، وصلت شركة الجرف للأسمدة 3 إلى معدلات اسمية وحققت ورقما قياسيا مقارنة مع مركب إفريقيا للأسمدة وشركة الجرف للأسمدة 2؛ وامتد هذا الإنجاز كذلك إلى المعايير الدولية".