سجلت صادرات المجمع الشريف للفوسفاط من الأسمدة لبلدان القارة الافريقية خلال العام الجاري ارتفاعا بنحو 50 في المئة، وأصبحت السوق الإفريقية تمثل 30 في المئة من إجمالي مبيعات المغرب من الأسمدة للعالم. وطور OCP خلال السنوات الأخيرة استراتيجية شاملة تجاه إفريقيا ، تهدف المساهمة الفعالة في تحقيق « الثورة الخضراء » في القارة السمراء، عبر دعم تحول فلاحتها من زراعة معيشية بسيطة إلى زراعة عصرية منتجة للقيمة المضافة. وترتكز هذه الاستراتيجية على مبدأ التكامل والفائدة المتبادلة. فالمغرب يتوفر على أكبر احتياطي عالمي للفوسفاط ويسعى إلى تثمينه عبر صناعة الأسمدة، وإفريقيا تتوفر على 60 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم وتسعى إلى تثمينها لتغذية أبنائها. وحددت الاستراتيجية الصناعية الجديدة للمجمع الشريف للفوسفاط هدفين رئيسيين في أفق 2025، رفع حجم الإنتاج المعدني إلى 58 مليون طن، وزيادة القدرة الإنتاجية للأسمدة إلى 18 مليون طن في السنة. لبلوغ هذا الهدف قدر المجهود الاستثماري الإجمالي الذي سيكزن على المجمع الشريف للفوسفاط أن يتحمله خلال الفترة ما بين 2008 و2025 بنحو 199 مليار درهم. ووزعت هذه الاستثمارات على ثلاث موجات. تشمل الموجة الأولى، بين 2008 و2017، استثمار 75 مليار درهم بهدف زيادة إنتاج مناجمخريبكة عبر تهيئة واستغلال مواقع جديدة، وإنشاء خط الأنابيب لنقل لباب الفوسفاط من خريبكة إلى الجرف الأصفر، وتوسيع ميناء الجرف الأصفر. أما الموجة الثانية التي تمتد حتى 2022، فتتعلق باستثمار نحو 94 مليار درهم في مشاريع توسعة مناجم الغندور وخريبكة، وإنشاء مصانع جديدة في آسفي، ومركب صناعي جديد وميناء تصدير فيالعيون. فيما ستعرف الموجة الثالثة في أفق 2025 استثمارات بقيمة 30 مليار درهم في توسعة مناجم الغندور ومضاعفة القدرة الإنتاجية للمركب الصناعي الجديد في آسفي. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تثمين مكانة المغرب باعتباره يتوفر على 73 في المائة من الاحتياطي العالمي لمعدن الفوسفاط، والإرتقاء بالمجمع الشريف للفوسفاط صناعيا ولوجيستيكيا ليلعب دوره الريادي في السوق العالمية للفوسفاط ومشتقاته.