تشهد مخيمات تندوف منذ صباح اليوم الجمعة، حالة استنفار قصوى، وقد طوقتها عناصر ميلشيات البوليساريو، وذلك بتزامن مع انسحاب مسلحي البوليساريو من منطقة الكركرات. ووفق ما ذكرت مصادر من داخل المخيمات، فإن تندوف تشهد حالة استنفار قصوى، وانتشارا خطيرا للعناصر المسلحة التابعة للبوليساريو، وذلك خوفا من اندلاع مظاهرات شعبية عقب انسحاب ميلشياتها من المنطفقة العازلة الكركرات، وكذا بعد مشروع قرار مجلس الأمن الذي تحدث عن "تقرير مصير الصحراويين" بشكل مختلف، من خلال دعوته إلى إيجاد شكل وطبيعة جديدة لتقرير المصير.
ورجحت المصادر ذاتها أن تشهد مخيمات تندوف مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بعد هزيمة البوليساريو ومن ورائها الجزائر، بعد أن طالبها قرار مجلس الأمن بالانسحاب من المنطقة العازلة الكركرات، وكذا تمهيده لضغطه من أجل إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء، وفق ما أسماه طبيعة وشكل آخر ل"تقرير المصير".
وقررت قيادة البوليساريو الانسحاب فجر اليوم الجمعة من المنطقة العازلة الكركرات، قبل التصويت لمشروع قرار مجلس الأمن الذي منحها مدة 30 يوما للخروج من هذه المنطقة.
وتم أمس الخميس إرجاء التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية إلى غاية اليوم الجمعة، بعد أن كان من المقرر التصويت عليه أمس، حيث حصد متابعة دولية مهمة، كما وجّه ضربة قوية للجزائر والبوليساريو.
وحسب النص الكامل لمشروع القرار، الذي اطلعت عليه "الأيام 24"، فإن من أبرز ما جاء فيه هو منحه للبوليساريو مدة 30 يوما لإخراج ميليشياتها من المنطقة العازلة الكركرات، كما أعرب التقرير عن قلقه إزاء انتهاكات الاتفاقات القائمة، داعيا الطرفين إلى احترام التزاماتهما ذات الصلة، كما رحب التقرير باستجابة المغرب الإيجابية في 26 فبراير 2017، لنداء الأمين العام أنطونيو غوتيريس، لكلا الطرفين الانسحاب من الشريط العازل في الكركرات.
وأعرب في الوقت نفسه عن بالغ قلقه لأن عناصر جبهة البوليساريو لا تزال في الشريط العازل "الكركرات"، مؤكدا أن هذا يشكل إعاقة لحركة المرور التجارية العادية عبر المنطقة.