بعدما اتخذ عبد الإله ابن كيران طريقا منفردا بعيدا عن "إخوانه" في حزب العدالة والتنمية، عقب توليه مرة أخرى قيادة الأمانة العامة، ودخوله في علاقات متوترة مع قيادات وأطر اختاروا تجميد عضويتهم ونشاطهم السياسي داخل "المصباح"، يرنو البعض منهم تشكيل نواة تيار سياسي جديد. ومن الأعضاء الذين قرروا تجميد عضويتهم، عبد الصمد السكال ، الرئيس السابق لمجلس الرباطسلاالقنيطرة، وتوجهه وفق مصادر إلى تشكيل حزب سياسي جديد، بعد أيام من تجميد الوزير السابق عزيز الرباح لعضويته كذلك.
وقد تشكل الجمعية المدنية التي ستتحول فيما بعد إلى حزب سياسي، ملاذا للقيادات التي ابتعدت عن جلباب العدالة والتنمية بسبب "رفضهم لطريقة تدبير ابن كيران لشؤون الحزب وتحويله إلى مايشبه زاوية بها مريدوه والراغبين به" ومن ثم إحكام قبضته على الحزب وتحوله إلى زعيم خالد ل "المصباح". في غضون ذلك رشحت تقارير أن يتحرك السكال والرباح وباقي القيادات الغاضبة من الأمين العام إلى تأسيس حزب جديد يتمتع بالمرونة التنظيمية.
وسبق لعبد الصمد السكال أن قدم ورقة سياسية للأمين العام السابق سعد الدين العثماني، تهدف إلى تغيير التوجه الأيديولوجي للحزب، قبل التحضير لانتخابات 8 شتنبر، وسانده خلالها عزيز الرباح ومحمد يتيم، غير الورقة تم معارضتها من قبل تيار عبد الإله ابن كيران.
يبدو أن حزب العدالة والتنمية يتجه على طريق سريع نحو الانشقاق، بعد التفكك الذي أصاب قياداته البارزة، فالخلافات كثيرة بين ابن كيران والأسماء المذكورة، في وقت اختارت فيه أسماء أخرى الاختفاء عن الأنظار والابتعاد عن الحزب أو الدخول مع القيادة في تصريحات وتصريحات مضادة على غرار لحسن الداودي أو سعد الدين العثماني الذي اختار العودة إلى عيادته.