ينزل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في إيطاليا حاملا معه حقيبة مملوئة بملفات حارقة تتماهى وسياق سياسي غير مسبوق يتسم بالتوتر بين دول المنطقة المتوسطية.. الغاز وملف الصحراء المغربية لعلهما الكلمتين المفتاحتين وضابطتي إيقاع تحركات الدبلوماسية الجزائرية خلال الفترات الماضية. الإستقبال "الخافت" الذي حظي به الرئيس عبد المجيد تبون أعاد نفس المشهد الذي تكرر خلاله رحلته لتركيا حيث تم استقباله من طرف أحد المسؤولين الأتراك، وهذه المرة وجد أمامه وزير الشؤون الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، مرحبا به إذ حل بروما، أمس الأربعاء في إطار زيارة دولة، قالت رئاسة الجمهورية الجزائرية إنها تمت بناء على دعوة من نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والذي كان من المفروض، من الناحية البروتوكولية، أن يكون هو المستقبل لرؤساء الدول، أو في مقام ثانٍ رئيس الوزراء ماريو دراغي.
وأكد عبد المجيد تبون أن إيطاليا ستكون الطرف الموزع للغاز الجزائري في أوروبا بعد زيادرة الإمدادات إليها، قائلا، اليوم الخميس خلال الندوة الصحفية التي جمعته مع رئيس إيطاليا إن "الجزائر هي ثاني مزود للغاز للسوق الإيطالية.. ونسعى لتعزيز الشراكة مع إيطاليا للقيام باكتشافات أخرى، لكي ترتفع الكميات الموجهة لها ولكي تصبح الموزع لهذه المادة في أوروبا". في المقابل ترتبط "إيني" الإيطالية بعقد لإمدادها بالغاز من سوناطراك الجزائرية لمدة 10 سنوات، جرى تجديده في 2019، بكميات سنوية تصل 12 مليار متر مكعب.
الرئاسة الجزائرية، أوضحت أن دي مايو، وسفراء عرب وأفارقة في العاصمة روما، استقبلوا عبد المجيد تبون بالمطار الدولي "فيوميتشينو ليوناردو دا فينشي"، إذ تم تخصيص مقاتلتين من سلاح الجو الإيطالي من أجل المرافقة الشرفية للطائرة الرئاسية قبل هبوطها.
"غيض من فيض "..في نظر مسؤولي الجزائر سبب كفيل لإشهار التهديد بورقة الغاز وتوظيفها في تحالفها الجديد مع ايطاليا، التي أرادها عبد المجيد تبون مهدا لبعث رسالة سياسية إلى اسبانيا التي اختارت دعم المغرب في مقترحه للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية والتي كانت تعتمد بنسبة 40 في المائة على الغاز الجزائري، ملوحة بقطع الإمداد عن مدريد في حال تحويلها للغاز في اتجاه المغرب..
زيارة الرئيس الجزائري إلى إيطاليا، تأتي بعد أسبوعين من زيارة أخرى لوزير الخارجية الإيطالي إلى مراكش ولقاءه وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، مؤكدا على "أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب باعتباره قطبا للديمقراطية والاستقرار الإقليمي بمنطقتي الساحل والمتوسط"، كما عبر على "دعم إيطاليا الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ودائم ومقبول من كافة الأطراف لقضية الصحراء".