تلميذة انتهى حلمها من التحصيل الدراسي إلى جثة هامدة، واعتداء شبان بالسيوف على سيارة النقل المدرسي وركابها من التلميذات والتلاميذ..هي أحداث ليست ببعيدة وتعيد النقاش حول الظروف التي يتنقل فيها التلاميذ عبر وسائل النقل المدرسي. تكرار حوادث أليمة يؤكد بحسب أصوات حقوقية وتعليمية أن خدمة النقل المدرسي بمجموعة من أقاليم المملكة، تواجه مشاكل على مستوى الوفرة والاكتظاظ وعدم مطابقتها لشروط السلامة، فوفاة تلميذة تتحدر من نواحي مدينة وزان عقب سقوطها من سيارة للنقل المدرسي، حمّلت بشأنه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المسؤولية لإدارة شركة التنمية الإقليمية لتدبير النقل المدرسي باعتبارها المسؤولة عن تدبير القطاع.
وتعتبر مشاكل النقل المدرسي، من أبرز أسباب ارتفاع الهدر المدرسي، سيما في صفوف التلميذات، وذلك بسبب بعد المؤسسات التعليمية عن مقرات السكن، وصعوية التضاريس والتقلبات الجوية خلال فصل الشتاء، ناهيك عن مشاكل الاكتظاظ، حيث سبق وقامت المؤسسات المسؤولة بوضع خطط متعددة لتغطية النقل المدرسي لكافة المناطق وتجاوز الإكراهات والمعيقات.
وضع أخرج في مناسبات عدة جمعيات وأباء التلاميذ للإحتجاج على الاكتظاظ في النقل المدرسي، ومشاكل الإطعام بالداخليات ودور الطالب، فضلا عن قيامهم بتوثيق رحلات لتلاميذ في ظروف تنقصها شروط السلامة والوقاية من الأخطار، ونشر ذلك على المواقع الاجتماعية، مع توجيه مطالب للسلطات الإقليمية بالتدخل لتصحيح الأوضاع.
واعتبرت جمعيات تربوية أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عوضت فشل المجالس الجماعية لسنوات في الاهتمام بالنقل المدرسي ودعمه والمساهمة في هيكلته، وتوفير شروط السلامة والوقاية من الأخطار، تشجيعا للتلاميذ على التمدرس، والتخفيف من ظاهرة الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ والتلميذات، وضمان الحق الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة.
وأخرجت وضعية النقل المدرسي، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى إعداد اتفاقية إطار مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تحسين جودة النقل المدرسي في العالم القروي. إذ كشفت "عدد المستفيدين من النقل المدرسي بلغ حوالي 390 ألف تلميذة وتلميذ، أي بزيادة تقدر بحوالي 12 في المائة مقارنة مع المعطيات المسجلة في الموسم الدراسي الفارط".كما يبلغ عدد الحافلات المدرسية حوالي 6800 حافلة، أي بزيادة تقدر ب21 في المائة مقارنة مع الموسم السابق.