تطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد، بعد موقف حكومة بيدرو سانشيز، حول الصحراء المغربية، فتح باب التساؤلات حول أقرب الدول التي قد تتخذ خطوة إسبانيا بشأن دعم الحل الوحيد الذي تقدم به المغرب لإنهاء النزاع المفتعل حول قضية الصحراء، والمتمثل في مبادرة الحكم الذاتي. وفتحت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، مؤخرا إلى المغرب، للقاء الملك محمد السادس، وأسفرت عن عدد من الاتفاقيات بين البلدين، آفاق جديدة في العلاقات بين الرباط ومدريد على أسس وشروط جديدة تقوم على الثقة والمسؤولية والشفافية وحماية الوحدة الترابية للبلدين.
هذه الأجواء الايجابية في العلاقات لم تكن ممكنة قبل موقف إسبانيا التاريخي والشجاع من قضية الصحراء المغربية، بعد الاعتراف الضمني بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية واعتبار خطة الحكم الذاتي الخيار الأساسي لحل هذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا وطالما أثر في علاقات المغرب مع شركائه الأوربيين خاصة إسبانيا وألمانيا.
وسبق للمغرب، على لسان وزير الخارجية، ناصر بوريطة، أن دعا الدول الأوروبية إلى دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، باعتباره الحل الوحيد الذي تدعمه الولاياتالمتحدةوفرنسا والدول العربية والإفريقية، ومؤخرا إسبانيا وألمانيا.
وفي هذا الصدد، يرى حسب بلوان، المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام24″، أنه بعد الموقف الألماني والإسباني الداعمين لمغربية الصحراء يطرح السؤال حول مواقف باقي الدول الأوربية من القضية الأولى للمغاربة، خاصة مع استحضار الدينامية الدبلوماسية والحيوية التي يعرفها المغرب منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر 2020، مما يفتح الباب أمام انخراط دول أوروبية جديدة لهذه الدينامية خاصة بريطانياوفرنسا.
وأضاف بلوان، أنه "بالنسبة للموقف البريطاني أعتقد أنه الأقرب إلى المطالب المغربية، وتاريخيا لم يسجل أن انحازت بريطانيا لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، سواء داخل الأممالمتحدة أو كعضو سابق في الاتحاد الأوروبي رغم تبنيها لموقف الحياد لسنوات طويلة.
وأوضح المحلل السياسي، أن "هناك مجموعة من المؤشرات تدل على قرب انخراط المملكة المتحدة في نادي الدول الداعمة لمغربية الصحراء بالنظر إلى تطور العلاقات مع المغرب من جهة وتحررها من قاعدة الاجماع الأوروبي في السياسة الخارجية من جهة ثانية وانسياقها الدائم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجموعة من القضايا ومن بينها دعم الأمن الاستقرار في شمال إفريقيا وحوض المتوسط من جهة ثالثة.
واعتبر بلوان أنه "بالنسبة لموقف فرنسا المنشغلة الآن بالانتخابات الرئاسية فتاريخيا كان موقفها دائما إلى جانب الطرح المغربي مدافعا عنه في أروقة الأممالمتحدة وداخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وقد صدرت مجموعة من المواقف الرسمية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية، لكن لم تكن بالكيفية والقوة المطلوبة والموازية للموقف الألماني والإسباني.
وأعرب المحلل السياسي، عن "اعتقاده أن الموقف الفرنسي الإيجابي سيكون تتويجا لحسم الاتحاد الأوروبي برمته للاعتراف بمغربية الصحراء، خاصة اذا تم استحضار المواقف الأوروبية الإيجابية المتواترة من أجهزة الاتحاد، بالإضافة الى المجهود الكبير الذي تقوم به الدبلوماسية المغربية داخل الاتحاد الأوروبي سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو الجماعية مع هذا التكتل العالمي القوي.