أكد "المنتدى الفكري للطالب الأوربي"، المعروف اختصارا ب" The European Student Think Tank"، أن " الدبلوماسية الإسبانية عملت منذ شهور على إعادة العلاقات مع المغرب إلى مسارها الصحيح، حتى أنه كان من الضروري وساطة الملك فيليبي السادس لحل هذه الأزمة". وأبرز المنتدى الفكري، في ورقة بحثية، أن " ما غير معادلة الخلاف المغربي-الاسباني، هو الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز الى الملك محمد السادس، مارس المنصرم، معلنا دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي المغربية"، واصفا إياها ب"الجدية والواقعية وذات المصداقية". وأوضحت المؤسسة الفكرية الأوربية غير الحكومية، أن " المغرب يدافع عن طرحه في قضية الصحراء المغربية عسكريًا ودبلوماسيًا، في ظل غموض مواقف الدول الأوربية"، مبرزة أنه " على المستوى الدبلوماسي، يلعب المغرب ورقة القنصليات لتأكيد مغربية الصحراء، حيث افتتحت عدد من الدول الافريقية والشرق أوسطية قنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة، آخرها قنصلية تابعة لمنظمة دول شرق الكاريبي". كما تبنت الرباط، يؤكد المنتدى الفكري الأوربي، سياسة "الضغط" باستخدام ورقة "الهجرة غير النظامية" لدفع الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل بعض الدول الأعضاء، إلى الوقوف إلى جانب المغرب، ومبادرته في الحكم الذاتي". واعتبر ذات المصدر، أنه " غالبًا ما كانت مواقف الدول الأوروبية بشأن الصحراء المغربية غير واضحة، حيث كانت تلزم الحياد من خلال الإعلان عن دعم العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة بشكل حصري لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، دون اتخاذ أي إجراءات ملموسة". وفي هذا الصدد، أبرز منتدى التفكير الأوربي أن " فرنسا، التي ترتبط مع المغرب بعلاقات ثنائية متينة، تجنبت الجلوس على الطاولة للتعبير عن موقف واضح من قضية الصحراء، وكان دعمها للمغرب يعتمد إلى حد كبير على الرئاسة وعلاقتها بالقصر الملكي، و يبدو أن باريس تفضل الوضع الراهن وستحاول، بأي ثمن الحفاظ على استقرار شمال إفريقيا"، يورد ذات المصدر. وبالمثل، اختارت ألمانيا الحياد من خلال دعم عملية الأممالمتحدة قبل اعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، بينما تتأرجح إسبانيا منذ فترة طويلة بين الحياد والمعارضة، ويرجع ذلك أساسًا إلى الاستقطاب داخل حكومتها، حيث يعتبر حزب "بوديموس" اليساري بقيادة بابلو إغليسياس، مؤيدا قويا لجبهة البوليساريو الانفصالية، واستفتاء تقرير المصير. وأبرز المنتدى الفكري للطالب الأوربي أنه " منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، تغير خطاب الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء، مع بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ، حيث أعلنت مدريد في مارس الماضي، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، في رسالة بعث بها بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، وهو ما فاجأ مراقبين للعلاقات المغربية الاسبانية، وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الرسالة جاءت نتيجة حسابات استراتيجية لدى مدريد أو نتيجة سياسة الضغط المغربية". وخلص المنتدى الفكري الأوربي الى أن " قرار مدريد قد يشجع في المستقبل المتوسط، الدول الأوروبية الشقيقة على أن تحذو حذوها، على الرغم من أن مثل هذه الخطوة لن تمر مرور الكرام من قبل النظام العسكري الجزائري المناوئ للوحدة الترابية للمغرب، والداعم الرسمي لعصابات البوليساريو الانفصالية".