في أول اجتماع لكافة الأطراف الموقعة على علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، من المغرب إلى الإماراتوالبحرين ومصر وإسرائيل تحت إشراف الإدارة الأمريكية. يجتمع الكل في قمة النقب ولكل شأن وغرض وفي الأجندة المثخنة ملفات ثلاثة ثقيلة ، منها "الأزمة الروسية-الأوكرانية والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والملف النووري الإيراني"، هذا الأخير الذي حاز القدر الهام من النقاش والتداول. ويشارك في الإجتماع 6 وزراء، على رأسهم، وزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإرفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة".
قمة النقب نسبة إلى "صحراء النقب" التي أجريت بها أطوار الإجتماع، أكد بيانه الختامي أنه أضحى موعدا سنويا كل سنة في دولة من الدول التي شملها الإتفاق، منها المغرب، إذ وجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة في الخارج، الدعوة لوزراء الخارجية المشاركين في قمة النقب، قائلا : "نأمل أن نلتقي في صحراء أخرى لكن بالروح نفسها"، في إشارة إلى رغبة في احتضان الإجتماع بالصحراء المغربية.
"نحن هنا لخلق القيمة التنافسية من أجل تحقيق السلام لكل دولة بالمنطقة، وهذه رسالة إلى العالم بأجمعه وإلى شعوب المنطقة، نحن هنا لكي نخلق ونقوي العلاقات بين الشعوب وبعضها البعض، ونحن نأتي هنا من دولتنا من أجل تحقيق تلك السبل من أجل التعايش والتواجد" يضيف بوريطة، "هذه القمة مفعمة بالحيوية وهنالك تحسين في العلاقات بين الشعوب، فهذه القمة متميزة بالفاعلية المستمرة، من أجل تحقيق سبل التعاون والأمن والأمان والسلم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وفي موضوع القضية الفلسطينية، فالمغرب يدعم، وفق ماجاء به بوريطة، لحلّ سلمي للقضية قائم على حل الدولتين، في إطار حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. مشيرا إلى أن "الحل ممكن للقضية الفلسطينية، إذ عبّر الملك محمد السّادس عن دعمه لحل الدّولتين، وهو حل من شأنه أن يحفظ أمن المنطقة ومصالح إسرائيل".
وزير الشؤون الخارجية أكد أن حضور الرباط في الإجتماع، يدل على بعث رسالتين، وجود الأولى للشّعب الإسرائيلي، فخطوة عودة العلاقات ليست نابعة من مصالح ضيقة، وإنما تعبّر عن قناعة وعلاقات تاريخية بين المغرب وإسرائيل وبين الملك والمجتمع اليهودي، إذ إنّه لكل إسرائيلي أصول مغربية"، وتابع،"هذه ليست مزحة، هذا واقع".
وخلال كلمته في أشغال قمّة النّقب التاريخية الأولى من نوعها، قال بوريطة: "منذ التوقيع الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وأمريكا حققنا الكثير من الزيارات المتبادلة وأطلقنا خطوط طيران مباشرة، وهناك زيارة رسمية ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين، من أجل تعزيز التواجد الدبلوماسي المغربي في إسرائيل".
وعلاقة بموضوع عملية شهدت مقتل شرطيَّيْن إسرائيليَّيْن، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في كلمته للقمة إن "المغرب يدين الهجمات الإرهابية التي حدثت أمس في الخضيرة وتعازينا للمصابين وعائلاتهم" ، وأشار إلى أن وجود المغرب هنا "يستهدف إيصال رسالة لشعب إسرائيل بأن هذه تحركات ناجمة عن قناعة طويلة المدى" .
يذكر أن المغرب قرر استئناف علاقاته الدبلوماسية مع اسرائيل عام 2020، تحت الرعاية الأمريكية والتي أقرت هذه الأخيرة بموجبها بسيادة المغرب على صحراء، ودخول الرباط وتل أبيب في سلسلة اتفاق اقتصادية وعسكرية وسياحية.