مايزال الغموض يلف مصائر حوالي 5000 طالب مغربي قادم من أوكرانيا، وغيرهم الكثير خارج المملكة، جراء ما لحقهم من هروب جماعي بسبب تداعيات الحرب العسكرية الضارية بين روسياوأوكرانيا، وتعقيدات استكمال موسمهم الدراسي، لاسيما لدى طلبة الطب والصيدلة، بعد الرفض الصريح الذي عبرت عنه اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان لإدماج الطلبة العائدين من الحرب. وضعية صعبة وتأثير على التكوين
جدل إدماج الطلبة العائدين بلغ ذروته مع دخول اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الصيدلة، على الخط ، واعتبارها أن "الوضعية الحالية الصعبة داخل الكليات العمومية والمستشفيات الجامعية وما يعانيه الطالب من صعوبات في التكوين تجعلنا ندعو الى استبعاد إمكانية دمج طلبة أوكرانيا وبحث حلول اخرى لا تؤثر سلبا على جودة التكوين".
وتضمن بلاغ اللجنة، إشارة إلى أن "المبدأ الدستوري لتكافؤ الفرص، وجودة التكوين الطبي النظري والتطبيقي المتمثل في التداريب الاستشفائية التي تشهد اكتظاظا منقطع النظير، إنما هي خطوط حمراء لا ينبغي المساس بها تحت أي ذريعة كانت".
وعدم التفاعل مع هذا الملف المطلبي، وفق اللجنة، سيتم اللجوء إلى ارتداء شارات سوداء لمدة اسبوع ابتداء من يوم الثلاثاء 22 مارس 2022 في جميع أراضي التداريب الاستشفائية العمومية"، مؤكدة أنها "تحتفظ بكل الحق في اتخاذ خطوات نضالية أخرى في حالة عدم الالتزام بتطبيق محضر الاتفاق، إذ أن تنزيله هو المدخل الأساس و الضامن للعمل التشاركي بكل مسؤولية في قادم المشاريع".
وعن الوضع الحالي بأوكرانيا، تقول في بلاغها، "كلنا قلق على مصير ومستقبل إخوتنا الطلبة المغاربة، فإننا في اللجنة الوطنية نتمنى أن تفرج هذه الأزمة في أقرب الآجال وأن يستأنفوا دراستهم بحل لا يمس لا من بعيد و لا من قريب بالخطوط الحمراء السابق ذكرها أعلاه".
حلول معلقة
في تواصل مع "الأيام 24″ اعتبر أنس طالب عائد من أوكرانيا، حيث كان يتابع دراسته بإحدى الجامعات تخصص الطب، أن الطلبة العائدين لم يختاروا الرجوع إلى المغرب بمحض إدراتهم أو في ظروف طبيعة وبالتالي استكمال الدراسة هنا، بل نحن أمام وضع شاد غير قابل للتجزأة وقوة قاهرة فرضت علينا الهروب وفرضت على الدولة كذلك حمايتنا".
فالدولة ملزمة، يقول أنس، بإيجاد حلول لوضعيتنا لأننا نحن أبناء هذا الوطن وليس هناك فرق بين جميع الطلبة، فالوزارة عليها أن تبحث الحل المناسب في أقرب الاجال لأن الوقت يمضي والطلبة وأنا واحد منهم مانزال غير قادرين على معرفة ماذا سنفعل في مقبل الأيام".
على طريق الترافع
على طريق الترافع يبدو أن حلحلة ملف الطلبة العائدين من أوكرانيا، تشوبه كثير من المعوقات والشوائب البيداغوجية والقانونية في تسوية الوضع، لكن حالة الشد والجذب، بين الطلبة الرافضين لإدماج الطلبة الاخرين أو الدفاتر البيداغوجية وكيفية ملائمتها، تضع القضية على طريق التمديد وجلسات حوار طويلة. طريق الترافع من أجل قضية إدماج الطلبة بكليات المملكة، يطرق باب التصعيد من هنا وهناك، فيوم بلاغ اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، أسس أباء وأمهات الطلبة جمعية ترعى مصالح الطلاب بعد قرار إجلائهم، وذلك عبر ضرورة إدماجهم واستكمال دراستهم ومصاحبتهم نفسيا للتخلص من اثار ما عاشوه من أيام سوداء للحرب.
وكانت وزارة التعليم العالي في مصير 4885 طالبا مسجلين في منصة إلكترونية إلى حدود الأربعاء الماضي، 3744 منهم، بنسبة 77 في المائة، يتابعون دراستهم في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وبينهم 220 طالبا في طور التخصص.