تصوير ومونتاج: فاطمة الزهراء الماضي نفذ عدد من الطلبة المغاربة بأوكرانيا رفقة آبائهم وقفة احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي بالرباط، للمطالبة بتسريع إدماجهم في الجامعات المغربية، بعدما أعلنت الحكومة عن أنها تدرس خيارات متعددة لإنقاذ موسمهم الدراسي. وأكد المحتجون، أنهم لم يتوصلوا لحد الآن بأي جواب من وزارة التعليم العالي حول مصير أبنائهم الذين عادوا إلى أرض الوطن هربا من الحرب، مطالبين بالإسراع بإدماجهم في المؤسسات الجامعية المغربية بدون قيد، خصوصا وأن بعض الطلبة لم يتبق لهم إلا 3 أو 4 أشهر للتخرج. وأكد آباء عدد من الطلبة المغاربة بأوكرانيا في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، أن أبناءهم يعيشون ظروف نفسية صعبة بعد عودتهم من أوكرانيا، وغالبيتهم يتابعون العلاج مع أطباء نفسانيين، مؤكدين أن حالتهم قد تتأزم في حالة لم يتم إيجاد حلول لإنقاذ مسارهم الدراسي. وأشار هؤلاء إلى أن عددا محدودا من الجامعات الأوكرانية التي واصلت تقديم دروسها لطلبتها عن بعد، بالرغم من الحرب، غير أن ذلك لا يعني أن مصير الطلبة المغاربة بهذه الجامعات في مأمن في ظل استمرار الحرب، مشيرين إلى أنه ليست هناك ضمانات بأن الدراسة بهذه البلاد ستعود إلى طبيعتها. وبعد أن ثمنوا مجهود الوزارة في إحصاء الطلبة المغاربة بأوكرانيا وتخصصاتهم، ناشد الآباء وزارة التعليم العالي بالعمل على تمكين أبنائهم من إتمام الموسم الدراسي عن طريق الإدماج في الجامعات العمومية بالمغرب، أو الكشف عن حلول أخرى تنقذ مسارهم الدراسي. فيما قال بعض الآباء، إن السلطات المغربية بإمكانها التواصل مع وزارتي الخارجية والتعليم الأوكرانيتين من أجل تمكين أبنائهم من الدراسة بالدول الأوروبية التي تجمعها بأوكرانيا اتفاقيات، أو التدخل من أجل تمكينهم من الدراسة في الدول القريبة جغرافيا وتعليميا لأوكرانيا. وطالب المحتجون، الحكومة بتوضيحات أكثر بخصوص الخيارات التي سبق للناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن تحدث عنها في 10 مارس الجاري، وذلك من خلال إصدار بلاغات، أو فتح حوار مع الآباء والطلبة وإبلاغهم بأي جديد في هذا الموضوع. وكان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى بايتاس، قد أكد، الخميس 10 مارس، أن الحكومة بصدد دراسة خيارات متعددة بشأن الطلبة العائدين من أوكرانيا. وذكر بايتاس خلال ندوة صحافية عقب اجتماع مجلس الحكومة أن من بين هذه الخيارات، "فتح حوار مع بلدان قريبة من أوكرانيا بالنسبة للطلبة الذين يرغبون في متابعة دراستهم في مجال جغرافي قريب من الذي كانوا يقيمون به". من جهة أخرى، أوضح بايتاس أنه ستتم دراسة مدى ملائمة المضامين البيداغوجية في أفق التحاق هؤلاء الطلبة بالكليات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا المشكل غير مطروح بالنسبة لطلبة شعب القانون. وأبرز المسؤول أن وزارة التعليم العالي أطلقت الأسبوع الماضي منصة لإحصاء هؤلاء الطلبة، ومعرفة تخصصاتهم ومستوياتهم الدراسية، وذلك بعد النجاح الكبير لعملية العودة التي تمت في ظروف قياسية، وجيدة، بفضل التوجيهات الملكية السامية واستباقية عمل الحكومة، وانخراطها القوي. ولفت بايتاس أنه إلى حدود 8 مارس 2022 قام 4885 طالب بتسجيل أنفسهم بهذه المنصة، 3744 منهم أي 77 في المائة يتابعون دراستهم في تخصص الطب والصيدلة وطب الأسنان، ضمنهم 220 في طور التخصص. وأضاف أن 182 طالب أي 18 في المائة يتابعون دراستهم في شعب الهندسة المعمارية والهندسة، فيما يبلغ عدد طلبة اللغات وعلوم البيطرة، والاقتصاد والتدبير والقانون 238.