يبدو أن تداعيات أزمة روسيا-أوكرانيا، تخيف الدول الأوروبية من عدم تدفق الغاز الروسي إليها في الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي جعل إسبانيا تسارع الزمن لتقديم طلب إلى الجزائر من أجل رفع شحناتها من الغاز الطبيعي. ونقلت مصادر إسبانية، أن قرار السلطات الأوروبية بالبحث عن بدائل لمصادر الطاقة الروسية، أدى إلى تغيير في الموقف في الجزائر ، التي هي على استعداد للاستفادة من الفرصة لتصبح شريكًا استراتيجيًا للمجتمع الدولي، حيث تتفاوض الحكومة الإسبانية مع نظيرتها الجزائرية لإعادة فتح أنبوب الغاز المغاربي المغلق منذ أكتوبر الماضي بسبب التوترات الدبلوماسية بين الرباطوالجزائر العاصمة.
وبحسب ما كشفت عنه صحيفة "ميركا 2" فإن "مصادر من قطاع الطاقة" في إسبانيا، أكدت أنه تم إجراء اتصالات "على أعلى مستوى" بين ممثلي الحكومتين بهدف إعادة تنشيط خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي المار عبر أراضي المملكة المغربية. وأضافت المصادر ذاتها، أن شركة Naturgy الإسبانية، التي كان لها الحق في تشغيل خط الأنابيب المار من المغرب حتى انتهاء العقد في 31 أكتوبر، تتابع مسار هذه المفاوضات باهتمام كبير. ونقلت الصحيفة عن المصادر ذاتها "تفاؤلها" خاصة بعد المحادثات الهاتفية التي جرت في 6 مارس بين عبد المجيد تبون وبيدرو سانشيز والتي أعطت سببا للأمل في تغيير موقف الجزائر من هذا الموضوع. وبحث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة وإمكانية تطويره لاسيما في مجال الغاز، بهدف محاولة التقليل إلى أدنى حد من تأثير النزاع في أوكرانيا على سوق الطاقة. وأوضحت الصحيفة أن "السؤال الأساسي هنا هو تحديد ما إذا كانت الجزائر ستقرر وضع خلافها مع المغرب جانبا، لتصبح جهة فاعلة مرجعية في السيناريو الجيوسياسي والاقتصادي الجديد الذي ظهر بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، معتبرة أنه يمكن أن يحدث هذا التغيير في الموقف بالفعل، كما يتضح من كون الرئيس الجزائري قد اعترف باستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي في الاتجاه المعاكس لنقل الغاز الطبيعي من إسبانيا إلى محطات الكهرباء المغربية "، حسبما مصادر إسبانية.
وأشارت المصادر ذاتها، أنه "حتى الآن ، عارضت حكومة تبون إمكانية توصل مدريدوالرباط إلى اتفاق لإعادة فتح قسم من خط أنابيب الغاز الذي يمر حصريًا عبر الأراضي المغربية".
وتعتبر إسبانيا أحد الشركاء الرئيسيين للجزائر في مجال الطاقة وبالتحديد الغاز حيث يتم تزويد إسبانيا عبر خط أنابيب "ميدغاز" تحت البحر والذي تبلغ طاقته السنوية ثمانية مليارات متر مكعب.
وكان المدير العام لشركة "سوناطراك" توفيق حكار أبدى في تصريحات إعلامية استعداد بلاده دعم شركائه "الأوروبيين"، إيطاليا وإسبانيا، بكميات إضافية من الغاز في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القارة الأوروبية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفا أن هذا التموين الإضافي المحتمل يبقى مرتبطا بوفرة كميات من الفائض.