وجه السفير الروسي في المغرب، فاليريان شوفاييف، رسالة شديدة اللهجة لزملائه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الرباط، والذين طالبوا بإلغاء نسخة هذه السنة من "رالي السلك الدبلوماسي" المنظم بالمغرب في حالة مشاركة سفير موسكو أو من ينوب عنه. وأعلن السفير التراجع عن قراره بالمشاركة في هذه الفعالية -التجمع الوطني للسلك الدبلوماسي-، لأن الدبلوماسيين الروس لا يمكنهم السماح لجهود أصدقائه المغاربة أن تذهب سدى، بحسب تعبيره.
وبهذا تكون روسيا انسحبت من الدورة 17 ل"رالي السلك الدبلوماسي"، وهو سباق سيارات ينطلق الجمعة، ويهدف إلى التعريف بإمكانيات المملكة الاقتصادية والسياحية والثقافية في المغرب.
وطالب سفير بوتين في الرباط في رسالة نشرها عبر الصفحة الرسمية للسفارة، سفراء الدول المعتمدين بالمغرب، باحترام البلد الذي يتمتع الجميع بضيافته، كما انتقد هجومهم على بلاده في إطار تضامنهم مع أوكرانيا في الحرب التي أعلنتها روسيا عليها.
وكتب شوفاييف "لاحظت أنكم قمت في الأيام الأخيرة بسلسلة من المظاهرات ضد الحرب وتضامنا مع شعب أوكرانيا، تدين بطبيعة الحال أعمال روسيا، لكن أود لفت انتباهكم إلى أن الحرب في أوكرانيا استمرت ثماني سنوات، لكننا نتساءل لماذا لم تكونوا معارضين لها حتى الأيام الأخيرة؟".
أما بالنسبة للتضامن، فأكد السفير أن لكل شخص الحق في التعبير عن التضامن مع من يرونه ضروريا، ومع ذلك أشار إلى أن هناك انتقائية في التضامن وأن المنطق الأساسي ليس واضحا تماما، مذكرا بما حدث أثناء قصف يوغوسلافيا السابقة، وأثناء العمليات الشهيرة في العراق وليبيا وعدة دول أخرى لم يتم نفس التضامن.
وقال "فاليريان شوفاييف" موجها كلامه للدبلوماسيين الغربيين في الرباط، "بالطبع نحن نمثل دولنا ونتبع بإخلاص تعليمات قادتنا، ولكن أعتقد أيضا أنه قد حان الوقت لتذكر أن الأعمال الشعبوية والعروض الضوئية هي جزء من وظيفة السياسيين والرجال العامين، ووظيفة الدبلوماسيين المحترفين هي مواصلة الحوار والبحث الدقيق عن الحلول حتى لو بدت التناقضات القائمة مستعصية".
وأضاف "في نفس الوقت أود أن أذكركم بأن أحد المبادئ الأساسية للمهنة الدبلوماسية هو احترام الوطن، وكرم الضيافة التي نستمتع بها جميعا، في هذا الشأن".
وختم حديثه بالقول، "صراحة صعب جدا فهم الزملاء الذين عرضوا على المنظمين المغاربة للحدث الثقافي والتربوي السنوي "التجمع الوطني للسلك الدبلوماسي" إلغائه تحسبا لمشاركة فريق السفارة الروسية".