تواصل الحملة ضد رئيس الحكومة عزيز أخنوش تحت هاشتاغ "أخنوش ارحل" إثارة الجدل حول مصدرها والغاية من ورائها، إذ خلفت ردود فعل متباينة حتى من داخل النسق السياسي نفسه بين من اعتبرها مؤامرة مجهولة المصدر وبين من أقر بوجودها في الرتبة المغربية نظير انتهاج سياسات حكومية عكس الالتزام الحكومي بتنزيل ورش الحماية الاجتماعية والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين. وبعد مرور أيام عن اكتساح الحملة للوسائط الاجتماعية، كشفت الحكومة عن موقفها الصريح من الموضوع. وذهبت الحكومة في اتجاه تتبع منبع الحملة، لتخلص إلى نتائج كشفها الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أنه تم رصد جهات ومجهولين بفتح 1500 حساب على شبكات التواصل الاجتماعي لمهاجمة رئيس الحكومة قبل أن تختفي تلك الحسابات من الوجود بإغلاقها يومين بعد إطلاق الحملة المفبركة.
المسؤول الحكومي أكد وجود أياد خفية لعبت لعبتها وأرادت التشويش على الحكومة وزعزتها، واستهداف عزيز أخنوش شخصيا، باستغلال ظرفية ارتفاع الأسعار بسبب السياق الدولي، رغم استمرار الحكومة في دعم المواد الاستهلاكية الأساسية، لكن تلك الجهات فشلت في مساعيها.
واعتبر بايتاس في حديثه لجريدة "الصباح" أن حملة "أخنوش ارحل" حملة مفبركة، منتقدا بؤس بعض السياسيين الذين أرادوا "اصطياد" الفرصة لضرب الخيار الديمقراطي المنصوص عليه دستوريا، بالانضمام إلى جوق العازفين لتعبئة الشارع المغربي نحو المجهول.
وسبق لرئيس الحكومة الأسبق، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، عبد الإله بنكيران، أن عبر عن استغرابه للحملات القائمة حاليا، ضد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بسبب ارتفاع الأسعار، معتبرا رحيله في المرحلة الحالية ليس إشارة جيدة للمغرب بعد عقود من الاستقرار، أما بخصوص الدعوة إلى رحيل أخنوش، يتابع بنكيران "لا يمكن أن تكون منطقية إلا بعد مضي عام على حكومته، وليس بعد أشهر قليلة لا تتجاوز الخمسة"، منتقدا في نفس الوقت الحكومة قائلا إنها "لم تقم لحد الآن بأي عمل جيد". وكانت الحملة المعنونة بهشتاغ "أخنوش ارحل" قد تصدرت التراند الأول على منصة تويتر في المغرب، وذلك في سياق شعبي يغلب عليه السخذ والاحتقان بسبب ارنفاع الأسعار والمحروقات التي بلغت مستوبات عالية غير مسبوقة.